حقيقة أحداث العنف الأخيرة في نيجيريا...


أبوجا- خاص بـ(اتِّجاهات)
مئات القتلى والجرحى سقطوا في هذه الاشتباكات الدامية الغامضة التي شهدتها المناطق الشَّماليَّة من نيجيريا على مدى الأيام الخمسة الأخيرة من شهر يوليو الماضي، وبالإضافة إلى الخسائر البشريَّة، أسفرت هذه الاشتباكات عن خسائر مادية كبيرة نجمت عن أعمال التَّدمير والحرائق التي شملت المتاجر والمباني الحكوميَّة ومراكز الشُّرطة والسُّجون والمنشآت النَّفطيَّة وأماكن العبادة.
وعلى الرغم من إعلان حالة التَّأهُّب الشَّامل من قِبَلِ الرَّئيس النَّيجيريِّ عمر يار أدوا الذي توعَّد باستئصال المسلحين بشكل نهائي، إلا أنَّ المعارك زادت حدَّتها وتوسَّعت رقعتُها؛ حتى حسمتها القوات الحكومية النيجيرية بقتل جميع أفراد تنظيم "بوكو حرام" الذي تورَّطت عناصره في هذه المواجهات مع الحكومة النَّيجيريَّة، وعلى رأسهم زعيمه المدعو محمد يوسف.
وعلى صعوبة انتقال المعلومات والأخبار من هذه البقاع في ظل هذه الظروف الأمنيَّة، وطبيعة المكان ذاته، كان علينا أنْ ننتظر طويلاً حتى نحصل على بعض التَّفاصيل الزَّائدة التي لم تتناقلها وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الرَّسميَّة النَّيجيريَّة حول ما حدث.
في البداية قالت مصادرنا في نيجيريا إنَّ التَّقارير تضاربت حول أسباب بدء أعمال العنف، ففي حين يقول البعض إنَّ العنف اندلع عندما حاول مسلحون مهاجمة مركز للشُّرطة في ولاية بوشي شمالي البلاد، فيما ذهبت بعض التَّقارير إلى بأنَّ أعمال العنف اندلعت ردًّا على حملة اعتقالاتٍ واسعة النِّطاق نفَّذتها قوى الأمن في الولاية ضد عناصر "بوكو حرام" والتي تعني في اللهجة المحلِّيَّة هناك "التعليم حرام" في إشارةٍ إلى التَّعليم الغربي.
وبالإضافة إلى تضارُب التَّقارير، يُضاف الغموض المحيط بهويَّة هؤلاء المسلَّحين، فبوجهٍ عامٍ، تُشير التَّقارير إلى أنَّهم ينتمون إلى حركة طالبان نيجيريا أو إلى تنظيم القاعدة أو إلى تنظيم "بوكو حرام" الذي يعني بلغة الهاوسا المحلِّيَّة "التعليم حرام".
لكن التَّحرِّيات حول الموضوع تكشف أنَّ هذه التَّسميات هي من صنع الأهالي، وأنَّها غالبًا ما تُطْلَق على سبيل السُّخرية، وأنَّ المعنيِّين لا يطلقون على أنفسهم اسمًا مُحدَّدًا.
وفي هذا التَّقرير محاولة لتوضيح حقيقة الأحداث الأخيرة، والوضع الرَّاهن في نيجيريا، وتسليط الضَّوء على جذور الأزمة، وتطوراتها، وتداعياتها.
من هو محمد يوسف؟
كان محمد يوسف قائدًا للشِّيعة بولاية برنو النَّيجيريَّة في التِّسعينيَّات من القرن الماضي، ثم ادَّعى تحوُّلَه إلى المذهب السُّنِّيِّ، وبدأ في الوعظ في مساجد أهل السُّنَّة، واتَّسَمَت دعوته بالتَّشدُّد، وأفتى بتحريم العمل في إدارات الحكومة "الكافرة" بحسب وصفه لها، وكذلك أفتى بكفر جميع العاملين في حفظ الأمن، وكذلك البرلمانيِّين، وكبار المسئولين في الحكومة.
ثُمَّ شكَّل جماعةً أطلق عليها اسم "جماعة شباب السُّنَّة" عُرِفَت بالدَّعوة إلى رفض المدارس الأجنبيَّة، وقصدوا بها كل المدارس الحكوميَّة والأهليَّة التي تُدرَّس فيها المُقرَّرات غير الشَّرعيَّة، ومن هنا أُطْلِقَ عليهم اسم جماعة "بوكو حرام،" وبوكو مصطلحٌ معروفٌ كان يُشار به قديمًا إلى مدارس الاستعمار البريطاني في نيجيريا.
وتشبه هذه الجماعة "جماعة التَّكفير والهجرة" المصريَّة من وجوهٍ عديدةٍ، ولكن العجيب أنَّ أعضاءها يزعمون انتسابهم إلى المذهب السُّنِّيِّ، ويستشهدون بأقوال لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية وأئمة أهل السُّنَّة المعاصرين.
انتشار الفتنة
تزايد عدد أتباع محمد يوسف منذ العام 2002م، حتى صاروا يُعدُّون بعشرات الآلاف، يملئون الشَّوارع في أوقات دروسه، ولما قُبِضَ عليه ذات مرَّةٍ، أبدوا انزعاجهم، وأحدثوا اضطراباتٍ حتى أُفْرِجَ عنه بعد مدةٍ قليلةٍ.
وتركَّزت أماكن انتشار دعوته في ولايات الشَّمال الشَّرقيَّة الخمس، وهي: برنو ويوبي وبوثي وجمبي وأدماوا، ولم تُعرَف هذه الدَّعوة في ولاياتٍ أخرى حتى بداية العام الجاري 2009م؛ حيث انتشرت أفكاره في ولايات الشَّمال الغربيِّ، وهي: كانو وجيجاوا وكتسينا وسوكوتو وكبي، واتَّبعه من سُكَّان هذه الولايات عددٌ قليلٌ.
وترك المئات ثم الآلاف من الطُّلاب دراسة الطِّب والهندسة والعلوم، وحتى الدِّراسات الإسلاميَّة، وعادوا يبيعون الحطب ويعملون في غسيل الملابس، بينما عاد بعضهم ليبيع التمور والسِّواك على صينيَّةٍ يحملها فوق رأسه، كما ترك بعض الموظَّفين وظائفهم ومناصبهم، ومنهم مديرون ووزراء، ومن بينهم وزير الشئون الإسلاميَّة في ولاية برنو بعد اقتناعهم بدعوته.
وما كادت دعوة يوسف تنتشر في هذه الولايات، حتى بدأ أتباعه في جمع السِّلاح، وممَّا يُثير الدَّهشة أنواع الأسلحة التي كانوا يحوزونها وكمِّيَّاتها.
وللغرابة أيضًا أنَّه كانت له علاقاتٌ سرِّيَّةٌ مع جمعيَّة المسيحيِّين النَّيجيريِّين (CAN)، عن طريق رجلَيْن سعيا في الإفراج عنه في وقت إلقاء القبض عليه في العام 2002م، وهما: واي دان جوما، وجيري جنا ويتي، ثم اكتشف أنَّ له علاقةٌ مع السَّلفيَّة الجهاديَّة في الجزائر، والمتمردين في تشاد، علمًا بأن ولاية برنو تقع على الحدود مع تشاد.
جهود العلماء
وقد تقدم عددٌ من رموز والعلماء السُّنَّة في نيجيريا لمناظرة محمد يوسف في أفكاره، ومنهم الشَّيْخ عيسى على فنتاني، والشَّيْخ إدريس عبد العزيز، الدُّكتور أبو بكر برنن كدو، وعددٍ من طلاب الجامعة الإسلامية في نيجيريان وقد عُقِدَت معه جلساتٌ كثيرةٌ بإشراف الشَّيْخ جعفر محمود آدم- رحمه الله- والشَّيْخ أول آدم آلباني وغيرهما، وخلال هذه المناظرات أقيمت عليه الحُجَّة وعلى أفكاره.
وقد صدرت مطبوعاتٌ ومحاضراتٌ صوتيَّةٌ كثيرةٌ في الرَّدِّ على مزاعمه، وكتب في الرَّد عليه أحد الشَّباب في منطقة ميدجوري اسمه "أبو مريم"، مقالاتٌ عدَّةٌ في الصُّحف النَّيجيريَّة.
وجملةً، فقد تصدَّى للرَّد عليه كل علماء السُّنَّة تقريبًا، وشملت جهودهم محطَّات الإذاعة والقنوات التِّليفزيونيَّة، وكذلك المساجد وأماكن الدُّروس والمنتديات، حتى عُقِدَت حلقةٌ خاصَّةٌ في الأسابيع الأخيرة بثتها خمس محطَّاتٍ إذاعيَّةٍ في بوثي، وتمَّ فيها الاتِّصال بعلماء أهل السُّنَّة لتوضيح رأيهم حول عقائد هذه الطَّائفة.
وقد تاب عددٌ غير قليلٍ من أتباعه في الأشهر الأخيرة، إلا أنَّ أعداد الذين كانوا يدخلون إلى جماعته كانت تزيد بوتيرةٍ أكبر، بعدما زادت شهرة محمد يوسف، وكان أكثرهم من الغوغاء ومن الذين لم يستطيعوا مواصلة الدِّراسة لظروفٍ اقتصاديَّةٍ واجتماعيَّةٍ.
التَّطوُّرات الأخيرة
وقد استعد أتباع هذه الطَّائفة للقتال منذ أشهرٍ، واكتمل استعدادهم في شهر رجب الماضي [يونيو 2009م]، ثم أصدروا بيانًا صوتيًّا بأنَّهم ينتظرون انقضاء الشَّهر الحرام، ثم خوض مواجهاتٍ مسلحةٍ مع الحكومة النَّيجيريَّة، وذكروا في البيان أنَّهم سيقتلون 30 من علماء أهل السُّنَّة والجماعة، وسيُفجِّرون قنابلَ في مساجدهم وأماكن دروسهم.
ومع بداية شهر شعبان تواترت الأنباء أنَّ أتباع هذه الجماعة يهاجرون من كل الولايات إلى ولاية برنو، وقد فُقِدَ عددٌ من النِّساء والأطفال الذين راحوا في رفقة مُدرِّسيهم إلى مركز "بوكو حرام" في برنو.
وفي يوم السَّبت السادس والعشرين من يوليو الماضي انفجرت قنبلة في يد أحد أتباع هذه الفرقة، فعرف أنَّهم في طور الاستعداد لإعلان القتال، ووقتها نشرت هيئة الإذاعة البريطانيَّة (BBC) وعددٌ من وسائل الإعلام الأخرى تقديرات تشير إلى قرب وقوع المواجهات.
وفي اليوم التَّالي، الأحد السَّابع والعشرين من يوليو، داهمت عناصرٌ منهم بيت "أحد المرتدين"، وهو الاصطلاح الذي يطلقونه على التَّائبين منهم، في بوثي وتدخَّل أفراد الشُّرطة، فقاوموهم مقاومةً عنيفةً، وقاتلوا حتى قُتِلَ منهم ما يزيد على 120 شخصًا، بينما لم يسقط سوى ضابطٍ واحدٍ من الشُّرطة.
وفي اليوم الذي تلا هذه الأحداث، الإثنين 28 يوليو، قاموا بإحراق عددٍ من محطَّات الشُّرطة في ولايات برنو وبوثي ويوبي، وأحرقوا بيوت بعض الضُّبَّاط الكبار، وقُتِلَ منهم ما يزيد على المائة في أماكنٍ مختلفةٍ، وأعلنت الحكومة حظر التَّجوال الَّليليِّ في بوثي.
وفي يوم الثلاثاء 29 يوليو، قطعوا الطريق على سياراتٍ تابعةٍ لجماعةٍ تُعْرَف بجماعة "إزالة البدعة وإقامة السُّنة"، في ولاية كانو، وذلك أثناء عودة بعض أعضائها من إحدى حلقات الوعظ، فأوقفوهم ولم يُعرَف مصيرهم حتى الآن.
وفي اليوم نفسه تمَّ إرسال مئاتٍ من الجنود والضُّبَّاط من الجيش النَّيجيريِّ من الولايات المجاورة إلى برنو، مركز هذه الطَّائفة، مُزوَّدين بالأسلحة الثَّقيلة، وأُعْلِنَ حظر التِّجوال في عاصمة الولاية.
وفي يوم الأربعاء 30 يوليو، قامت قوَّات الأمن النَّيجيريَّة بالتِّجوال في ولاية برنو، وقتل كل رجلٍ ملتحٍ، أو امرأةٍ مُنتَقَبةٍ، ولكنهم لم يتمكنوا من اقتحام مركز هذه الطَّائفة في بداية الأمر؛ بسبب المقاومة الشَّديدة التي أبداها الآلاف من أتباع محمد يوسف الموجودين بداخل المركز.
مقتل الزَّعيم
وفي يوم الخميس 31 يوليو، أعلنت السلطات النيجيرية مقتل زعيم الجماعة محمد يوسف، البالغ من العمر 39 عامًا، بعد ساعاتٍ من إلقاء القبض عليه واحتجازه لدى الشُّرطة، وعرض التِّليفزيون الرَّسميِّ صورًا له، وهو مُسجَّىً، وقد اخترق الرَّصاص جثته، فيما استمرت المواجهات لليوم الخامس على التوالي بين القوَّات الحكوميَّة وأتباعه؛ حيث أسفرت عن مقتل أكثر من 700 شخصٍ منذ بدء القتال.
وقالت وزيرة الإعلام النيجيريَّة دورا أكونيلي، إنَّ مقتل يوسف الذي تسبب في مقتل المئات في حركة التمرد التي قادها "هو مصدر راحة لنا؛ نظرًا للتَّهديد الأمني الذي أثاره"، وأضافت أنَّ التَّخلُّص منه "هو أفضل شيءٍ لنيجيريا".
لماذا تجاهلت الحكومة هذه الجماعة؟
وكانت مصادر في الحكومة قد صرحت قائلة بأنَّ لديها معلوماتٌ قديمةٌ تفيد بأنَّ محمد يوسف يجمع كمياتٍ ضخمةٍ من الأسلحة، وهذه المعلومات تأتي عن طريق مرشدين للحكومة في أوساط أتباعه، وتمَّ اكتشاف ورشةٍ لتصنيع القنابل تابعةٌ لهم في برنو، ومنذ أشهرٍ باع الكثير منهم منازلهم بأثمانٍ زهيدةٍ مشترطين الإقامة فيها بضعة أشهرٍ، ونقلوا هذه الأموال إلى محمد يوسف.
كذلك سبق هذه المواجهات بعامَيْن مواجهاتٌ أخرى بعد مقتل الشَّيْخ جعفر محمود عام 2007م؛ حيث قتلوا الكثيرون من الأبرياء، ولكن الحكومة النَّيجيريَّة لم تتحرَّك أيضًا، فلماذا؟.
تشير تقديراتٌ إلى أنَّ الحكومة النَّيجيريَّة يبدو أنَّها كانت تتوقَّع أنَّ أفراد هذه الطَّائفة سيقومون بالاعتداء على الدُّعاة السَّلفيين، عدوَّ الطرفَيْن الأوَّل، فأرادت الحكومة أنْ تُتابع هذا المشهد، ثُمَّ تتدخَّل بعد قتل عددٍ من كبار علماء السُّنَّة، وربما استغلوا الفرصة بأوقعوا بالبعض، واتهموا محمد يوسف بذلك.
الأمر الثاني هو وقوف دان جوما وجيري جنا مع جماعة "بوكو حرام"، وهما من كبار أعضاء جمعيَّة المسيحيين، ومن المؤثِّرين على قرارات الشُّرطة والحكومة في نيجيريا، ويرى أعضاء هذه الجمعيَّة في أنشطة مثل هذه المجموعات الإرهابيَّة، ما يُثبِّط من عزيمة المسلمين لكي يتخلَّفوا عن الرَّكب، ولا يكون لهم تمثيلٌ في شيءٍ من أماكن صنع القرار أو تنفيذه في البلاد.
وفي النَّهاية، يرى عددٌ من المراقبين أنَّه حتى بعد مقتل محمد يوسف، يظل خطر هذه الجماعة قائمًا؛ إذ أنَّ دموية الاشتباكات، التي أدت إلى مقتل نحو 700 شخصٍ، معظمهم من عناصر الجماعة والمدنيِّين، تُنذر باحتمال اندلاع أعمالٍ ثأريَّةٍ يقودها من بقي من أعضائها، ولو بعد حينٍ!!...

0 تعليقات:


تقرأون في العدد الجديد



تركيا.. بين الحنين للأصل والتَّوجُّه غربًا!!...


كانت منطقة الشَّرق الأوسط خلال الفترة القليلة الماضية على موعدٍ مع ظهور لاعبٍ جديدٍ في الُّلعبة السِّياسيَّة الإقليميَّة..


تحالفاتٌ مصريَّةٌ جديدةٌ.. "مايحكومشِ"!!...

ولا نَزَالُ مع قضيَّة السَّاعة على السَّاحة السِّياسيَّة المصريَّة، وهي قضيَّة التَّحالُفات الوطنيَّة في مصر






صناعة الدَّواء في مصر.. صناعةٌ إستراتيجيَّةٌ في قبضة الاحتكارات!!...






تركيا.. الحنين إلى الشَّرق والتَّطلُّع إلى الغرب..
ملف خاص عن تركيا ...






الإخوان المسلمين.. انشقاقاتٌ.. ولكن هل من تأثيراتٍ؟!...
أنشطة المُخابرات الإسرائيليَّة والغربيَّة في السُّودان
رؤيةٌ أمريكيَّةٌ مُغايرةٌ حول المشهد المصري



الوجود العسكريُّ الأمريكيُّ في العالم العربيِّ ومخاطره





جمهوريَّات الموز".. من أمريكا الوسطى إلى الشَّرق الأوسط!!...





القرار ١٨٩١ (٢٠٠٩) الذي اتخذه مجلس الأمن في جلسته المعقودة في ١٣ أكتوبر ٢٠٠٩ بشأن السُّودان...





الصحافة العالمية في الأسبوع

لا عجب في كَوْن حماس ليست خائفةً!!



صورة العدد 8



فريق العمل

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التَّحرير

عبد الجليل الشَّرنوبي

مدير التَّحرير

أحمد التلاوي

المشرف العام

علاء عيَّاد

فريق التَّحرير (بحسب التَّرتيب الأبجدي)

أحمد عبد الفتَّاح

إيمان إسماعيل

الزَّهراء عامر

سامر إسماعيل

شيماء جلال

عبد العظيم الأنصاري

كارم الغرابلي

مراجعة لغويَّة

أحمد محمود

تنفيذ وإخراج

أحمد أبو النَّجا

تصوير

محمد أبو زيد

باحثون ومشاركون من الخارج

مُحمَّد الشَّامي

الموقع الإلكتروني

أحمد عبد الفتاح


لافضل تصفح