كانت منطقة الشَّرق الأوسط خلال الفترة القليلة الماضية على موعدٍ مع ظهور لاعبٍ جديدٍ في الُّلعبة السِّياسيَّة الإقليميَّة.. هو ليس بلاعبٍ جديدٍ لهذه الدَّرجة، فهو أحد قوى المنطقة التَّقليديَّة منذ زمنٍ طويلٍ، ولكن الجديد بالفعل هو في السِّياسات والتَّوجُّهات.
ونقصد بطبيعة الحال في هذا الإطار تركيا.. تركيا حزب العدالة والتنمية أو تركيا أردوغان أو تركيا الجديدة.. ولكن أيًّا ما كانت المُسمَّيات، فإنَّ المشهدَ العربيَّ والإسلاميَّ يرى في الوقت الرَّاهن مخاضًا غير عسيرٍ في الواقع، لقوَّةٍ جديدةٍ قد تقلب موازين القوى في الشرق الأوسط، في ظلِّ السِّياسة "الذَّكيَّة" التي تحاول أنقرة أنْ تلعبها.
ففي الفترة الأخيرة، شَهِدَتْ السِّياسة التُّركيَّة العديدَ من "الانقلابات" التي تصل إلى حدِّ التَّناقُضات؛ فبينما أقرت أنقرة حزمةً من الاتِّفاقيَّات مع سوريا، تمَّ بمقتضاها فتح المجال أمام مواطني الطرفَيْن في العبور الحر لحدود البلدَيْن، وإجراء مناوراتٍ بريَّةٍ مشتركةٍ، في المقابل زار الرئيس التركي عبد الله جول العراق ووقع سلسلةٍ من الاتِّفاقيَّاتٍ المُماثلة.
وبينما تلغي تركيا مناورات "نسر الأناضول" مع إسرائيل، يتحدَّث الرَّئيس السُّوري بشَّار الأسد عن استعداد تركيا لاستئناف الوساطة غير المُباشِرة بين دمشق وتل أبيب!!، ومن قبل تُوقِّع تركيا اتفاقيَّاتٍ لاستئناف العلاقات مع عدوها التَّاريخيِّ، أرمينيا(!!)
ما الحقيقة؟!.. وما الأهداف التي تقف وراء هذه السِّياسات؟!.. ولماذا تصمت الولايات المتحدة وإسرائيل على هذه التَّحوُّلات في السِّياسة التُّركيَّة؟!.. أسئلة وأسئلة وأسئلة.. نحاول الإجابة عليها في هذا العدد من المجلَّة، وإنْ كان العنوان العام لكلِّ ما يجري أنَّ تركيا تحاول جمع المجد من جميع أطرافِه.. فتركيا "العثمانيَّة" التي تحنُّ لأصلها "القوميِّ" وهويتها "الإسلاميَّة"، لا تزال تتطلَّع "غربًا"!!..
......
اتِّجاهات
0 تعليقات:
Post a Comment