الوجود العسكريُّ الأمريكيُّ في العالم العربيِّ ومخاطره...


   
موت وخراب.. خريطة الانتشار العسكري الأمريكي في العالم العربيِّ
-    بعد الحرب الباردة بحثت الولايات المتحدة عن عدوٍّ جديدٍ لضمان استمرار وجودها العسكري في الخارج
-    أكثر من 113 ألف جندي أمريكي في العالم العربي
-    ضمان أمن إسرائيل والتَّحرُّك إذا ما أمسك الإسلاميُّون الحكم في مصر على رأس أولويات عمل هذه القوَّات

كتب: عبد العظيم الأنصاري
بعد انهيار الاتحاد السُّوفيتيِّ السَّابق، وجدت الولايات المتحدة نفسها أمام وضعٍ عالميٍّ جديدٍ؛ حيث غاب منافسها الوحيد، والذي كان يناطحها الهيمنة على العالم؛ وبذلك أصبحت أمام خيارٍ من اثنَيْن، إمَّا الانسحاب وراء خطوط الأطلنطي الآمنة، أو الهيمنة على كلِّ العالم، بما فيه تركة الإمبراطوريَّة السُّوفيتيَّة المنهارة، وقد اختار الأمريكيُّون بطبيعة الحال الخيار الثَّاني.
وفي السِّياق بدأت واشنطن في ترتيب الأوضاع عالميًّان وتهيئة الكرة الأرضيَّة لاستقبال نظامٍ عالميٍّ جديدٍ تُمسك فيه بزمام الأمور وتتحكَّم بمقتضاه في دفَّة التَّاريخ، بعد أنْ آل إليها، كما قال فرانسيس فوكوياما، وصموئيل هنتنجتون، فلأوَّل مرَّةٍ في التَّاريخ تصل إمبراطوريَّةٌ إلى هذه القوة والهيمنة على الأرض بما فيها.
ومن ضمن هذه التَّرتيبات الَلازمة لإحكام قبضة الإمبراطوريَّة الأقوى على العالم، بُدِءَ في الإعداد لاستراتيجيَّاتٍ عسكريَّةٍ جديدةٍ؛ حيث زالت الأخطار من الكثير من مناطق العالم، وانتقلت إلى مناطقٍ أخرى، وفي الإطار قُسِّمَت رئاسة أركان الحرب الأمريكيَّة في العالم إلى خمس قياداتٍ عسكريَّةٍ رئيسيَّةٍ، وهي:
-    القيادة الشَّماليَّة ومسئوليتها القارة الأمريكيَّة الشَّماليَّة.
-    القيادة الجنوبيَّة، وهي مسئولةٌ عن أمريكا الَّلاتينيَّة.
-    القيادة الأوروبيَّة، والمسئولة عن منطقة حلف شمال الأطلنطي (النَّاتو)، بالتَّعاوُن مع القوى الأوروبيَّة داخل الحلف.
-    قيادة الباسيفيك، ومسئوليَّتُها جنوب شرق آسيا واستراليا.
-    قيادة الأفريكوم، وهي طور التَّكوين، ومسئوليتها أفريقيا السُّودان وجنوب الصَّحراء الكبرى.
-    القيادة المركزيَّة، وهي أهم القيادات على الإطلاق لكونها أكثرها تعرُّضًا للقيام بمهامِّ التَّعامُل الفعليِّ مع تهديداتٍ محتملةٍ؛ حيث إنَّها تشمل منطقة الشَّرق الأوسط وشمال أفريقيان وهي منطقةٌ ذات أهميَّةٍ إستراتيجيَّةٍ لوجود مصادر الطَّاقة وإسرائيل أساسًا.
واقتضى ما سبق إعادة انتشار القوَّات الأمريكيَّة عبر العالم، والاهتمام بوجهٍ خاصٍّ بالمناطِق التَّابعة للقيادة المركزيَّة، والتي يقع ضمنها العالم العربيِّ، وتزايَد هذا الاهتمام بشكلٍ مُضاعفٍ بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م.
ومؤخرًا صدر بيانٌ عن وزارة الدِّفاع الأمريكيَّة (البنتاجون)، مُؤخَّرًا نشرته وكالة (أمريكا إن أرابيك) للأنباء، يكشف عن أنَّ الولايات المتحدة لديها أكثر من 113 ألف جنديٍّ في الدِّول العربيَّة، في مهمَّاتٍ عسكريَّةٍ، وأخرى تتعلَّق بحفظ السَّلام.
حيث أكد البنتاجون أنَّ الجيش الأمريكيَّ يضمُّ أكثر من 1.1 مليون جنديٍّ ما بين عامل واحتياطٍ من بينهم أكثر من 266 ألف جندي مُوزَّعون في الخارج في حوالي 80 دولةً حول العالم، وأنَّ أكثر من 10% من تعداد الجيش الأمريكيِّ بما فيه الاحتياط، مُتواجدون على الأراضي العربيَّة؛ حيث يضم العالم العربي أكثر من 113 ألف و500 جنديٍّ أمريكيٍّ.
وهو أمرُ خطيرُ للغاية على الأمن القوميِّ العربيِّ يجب مواجهته، فواشنطن هكذا تمتلك القُدرة على التَّدخُّل العسكريِّ في أيَّة دولةٍ عربيَّةٍ "من داخلها"، وإحكام السَّيطرة عليها وتوجيه دفَّة الأمور فيها كما تشاء.
فإنَّ القوَّات الأمريكيَّة المُتواجِدَة في معظم أرجاء العالم العربيِّ وحوله في البحرَيْن المُتوسِّط والأحمر والخليج العربيِّ والمحيط الهنديِّ وأوروبا، هي نفسها قوَّات التَّدخُّل السَّريع التي تحدث عنها وزير الأمن الدَّاخليِّ الإسرائيليُّ السَّابق آفي ديختر في محاضرةٍ ألقاها في معهد الأمن القوميِّ الإسرائيليِّ، وقال أنَّها ستتدخَّل في مصر أو في أيِّ بلدٍ عربيٍّ يحدث فيه تغييرٌ في نظام الحكم لصالح أيٍّ من القُوى المُناوئة لإسرائيل والغرب.
خريطة انتشار!
وبحسب الأرقام المُتاحة، فإنَّه يمكن تقسيم المنطقة العربيَّة تبعًا لحجم وخطورة التَّواجد العسكريِّ الأمريكيِّ بها، كالآتي:
    أولاً العراق:
لا يوجد إحصاءٌ دقيقٌ للقوات الأمريكيَّة في العراق، فبحسب تقرير البتناجون، فإنَّ القوَّات الأمريكيَّة في العراق الآن يبلغ عديدها 98 ألف و25 جنديًّا، بينما هناك تصريحٌ لقائد القوات الأمريكيَّة في العراق الجنرال راي أوديرنو لـ(رويترز) في 30 سبتمبر الماضي، بأنَّ واشنطن ستسحب أربعة آلاف جنديٍّ من العراق في أكتوبر الماضي، وقال إنَّ عدد القوات الامريكيَّة في العراق وحده 124 ألفًا من الجنود موزعةٌ على 11 فريقًا قتاليًّا.
ورغم ما يُقال عن انسحاب القوَّات الأمريكيَّة من المدن العراقيَّة إلى القواعد العسكريَّة في الصَّحراء إلا أنَّ الواقع الفعليَّ يشهد أنَّ هذه القوَّات تتدخُّل من حينٍ لآخرٍ داخل المُدن عند حدوث أيِّ اضطراباتٍ لمواجهتها، كذلك فإنَّ ما يُقال عن انسحابٍ نهائيٍّ وإنهاء المهام القتاليَّة لهذه القوَّات في العراق في الحادي والثلاثين من أغسطس من العام 2010م، محض كذبٍ طبقًا لتصريحات القيادة الأمريكيَّة نفسها، التي أكَّدت بقاء قوَّةٍ تتراوح بين 30 ألفًا إلى 50 ألفَ جنديٍّ لتدريب وتسليح القوَّات العراقيَّة.
والواقع أنَّ تواجُد هذا العدد الكبير من القوَّات العسكريَّة على تراب العراق، ما هو إلا استمرارًا للاحتلال، ولاستكمال تنفيذ الخطط الصهيوأمريكية لتقسيم البلاد فعليًّا، حتى ولو ظلَّت مُوحَّدةً سياسيًّا  وجغرافيًّا، وترسيخ هذا التَّقسيم كواقعٍ لابد من قبوله طبقًا للمصالح الإمبرياليَّة الجديدة، والحفاظ على أمن إسرائيل.
    ثانيًا شبه الجزيرة العربيَّة:
طبقا للتَّقرير الأمريكيِّ، فإنَّ الكويت تأتي في المرتبة الثَّانية من حيث عدد القوَّات الأمريكيَّة في العالم العربيِّ؛ حيث يوجد بها 12 ألفًا و700 جنديٍّ يُقدِّمون المساعدة لمسرح عمليَّات القيادة المركزيَّة الأمريكيَّة في العراق وأفغانستان، كما تضم قطر 1050 جنديٍّ أمريكيٍّ، في قاعدتي السَّيليَّة والعيديد.
ومن المعروف أنَّ البحرين هي مقر الأسطول الخامس الأمريكيِّ، ويُقدِّر خبراء عدد القوَّات الأمريكيَّة فيها بحوالي أربعة آلاف جنديٍّ، كما يُرابط في سلطنة عُمان حوالي الألفَيْ جنديٍّ أمريكيٍّ، وتستخدم واشنطن مطاراتها وموانئها لنقل المعدات والإمدادات.
أمَّا الامارات ففيها قاعدة الظُّفْرَة التي تتزوَّد فيها الطَّائرات الأمريكيَّة بالوقود، وبها حوالي خمسمائة جنديٍّ أمريكيٍّ، كما تسمح السَّعوديَّة باستخدام الولايات المتحدة لمجالها الجويِّ وقواعدها الجويَّة، ومنها قاعدة الأمير سلطان، ويوجد بها حوالي ستة آلافِ جنديٍّ أمريكيٍّ، مُعظمهم من سلاح الجو، كما تستخدم القوَّات الأمريكيَّة الحوض الجاف في ميناء عدن باليمن لإصلاح وصيانة سفنها.
    ثالثًا مصر:
تبعًا للتَقرير السَّابق الإشارة إليه يوجد في مصر سبعمائة جنديٍّ أمريكيٍّ كجزءٍ من القُوَّات مُتعدِّدة الجنسيَّات والمُراقبين الدَّوليِّين؛ حيث إنَّ هناك كتيبةٌ أمريكيَّةٌ تتواجد بشكلٍ مُستمرٍّ في سيناء مُنذ العام 1981م، لمُراقبة تنفيذ معاهدة السَّلام بين مصر وإسرائيل.
وتبعًا للكاتب الصَّحفيِّ الأمريكيِّ وليم أركين في الجزء الخاصِّ بمصر في مجلَّدِه الذي يحمل اسم "الأسماء المُشفَّرة.. حلُّ شَفرة الخُطط والبرامج والعمليَّات العسكريَّة الأمريكيَّة في عالم ما بعد 11 سبتمبر"، فإنَّ العلاقة الأمنيَّة "حميمةٌ جدًّا بين المخابرات المصريَّة ونظيرتها الأمريكيَّة، وتعتبر مصر طبقا لأركين، أحد الشُّركاء العرب الصَّامتين الَّذين يستضيفون القوَّات الأمريكية خُفْيَةً، ويتعاونون مع المُؤسَّسة العسكريَّة والأمنيَّة الأمريكيَّة، ويدعمون العمليَّات الأمريكيَّة دائمًا تقريبًا.
كما يؤكِّد أنَّ واشنطن كانت تمتلك فعلاً وقت أحداث 11 سبتمبر قاعدتان عسكريَّتان في مصر، بالإضافة لعشرين مرفقٍ عسكريٍّ مصريٍّ تحت تصرُّف القيادة المركزيَّة.
هذا غير ما يتم من تخزينٍ للعتاد الأمريكيِّ في البلاد، وإبقاء قواعدًا جويةً وبحريَّةً مصريَّةً في أفضل حالاتها لحساب القوَّات الأمريكيَّة، منها قاعدتَيْ القاهرة شرق والقاهرة غرب الجويَّتَيْن، وقاعدة وادي قنا.
وفي العام 2001م، منحت مصر حق المرور لأكثر من 6250 طلعةٍ جويَّةٍ أمريكيَّةٍ، وحوالي 53 رحلةً للبحريَّة الأمريكيَّة، كما تقوم سلاح البحريَّة والغوَّاصات الأمريكية بزياراتٍ مُنتظمةٍ إلى موانئ الإسكندريَّة والغردقة وبورسعيد والسُّويس.
وطبقا لنفس المصدر، فإنَّ التَّعاون قد ازداد بين البلدَيْن عقب أحداث 11 سبتمبر؛ حيث كان الرَّئيس المصريُّ حسني مبارك أوَّلُ رئيسٍ عربيٍّ يُعلن دعمه لعمليَّة "الحُرِّيَّة المُستمرَّة"، أو بشكلٍ أوضح غزو أفغانستان، ويُقدِّم حقَّ العبور للسُّفن وللطَّائرات الأمريكيَّة، فضلاً عن الخدمات الأمنيَّة.
وفي يوليو من العام 2003م، عقد فريق العمل المشترك المصريُّ- الأمريكيُّ لمكافحة الإرهاب اجتماعه الأوَّل في واشنطن، وفي يونيو 2004م، صارت مصر شريكًا كاملاً في مُنتدى الحوار المتوسطيِّ مع حلف شمال الأطلنطي (النَّاتو).
وتتلقَّى مصر 1.3 مليار دولار من المُساعدات العسكريَّة الأمريكية بالاضافة إلى المناورات المُشتركة بين البلدَيْن، والمعروفة باسم "النَّجم السَّاطِع".
ويجب التَّأكيد هنا على أنَّ القوَّات الأمريكيَّة في مصر، كانت نواة هذا الانتشار الواسع والكبير لها في المنطقة بأسرها، ولولا سماح مصر بحدوث مثل هذا التَّواجُد، ما فعلت ذلك أيٌّ من الدِّول العربيَّة الأخرى.
    رابعًا أفريقيا العربيَّة:
يُشير البنتاجون إلى وجود حوالي 1200 جنديٍّ أمريكيٍّ في جيبوتي، ضمن ما يسمى بقوَّة المهام المُشتركة للقرن الأفريقيِّ، وهم يتمركزون في جيبوتي، ويعملون في إثيوبيا، ويقومون بمهمَّاتٍ على مسرح القرن الأفريقيِّ خاصَّة الصُّومال.
ومنذ 30 سبتمبر 2008م، صارت القارة الأفريقيَّة باكملها باستثناء مصر، تحت قيادةٍ عسكريَّةٍ أمريكيَّةٍ واحدةٍ، هي القيادة الافريقية (أفريكوم ) أو الـ"AFRICOM" كاختصار لعبارةAFRICA " "COMMAND، وطبقًا لما دار في المنتدى الدَّوريِّ الذي نظَّمَهُ مركز "الرَّاصد" للدَّراسات السِّياسيَّة والإستراتيجيَّة في 11 فبراير الماضي، تحت عنوان "الدَّوْر المُرتقب للقوَّات الأمريكيَّة في أفريقيا (أفريكوم): الآثار- الانعكاسات- الخيارات"، فإنَّ نظرة واشنطن للقارَّة السَّمراء قد تغيرت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فأخذت تزداد أهميَّةً شيئًا فشيئًا، وذلك لعدَّة أسبابٍ، أهمُّها يكمُن في الآتي:
- ازدياد نشاط القاعدة والجماعات الإسلاميَّة التَّابعة له وغير التَّابعة له في كلٍّ من الصُّومال والجزائر والمغرب، وفي الصَّحراء الكُبرى بين كلٍّ من تشاد والنَّيجر ومالي وموريتانيا
- تأمين مصادر الطَّاقة، ولا يُنكِر المسئولون الأمريكيُّون هذا، فقد شكَّلت الاضطرابات التي تكرَّرت في حقول النَّفط في منطقة دلتا النَّيجر في نيجيريا منذ العام 2003م، إنذارًا لدولةٍ تعتمد بشكلٍ كبيرٍ على نفط هذا الاقليم، ويمكن تفهُّم ذلك في ضوء تقاريرٍ إستراتيجيَّةٍ أمريكيَّةٍ، تتوقَّع أنْ تُلبِّي القارَّة الأفريقيَّة 25% من احتياجات الولايات المتحدة من النَّفط بحلول العام 2015م.
- نمو العلاقات بين التِّنين الصِّينيِّ الصَّاعد والقارة السَّمراء بشكلٍ غير مسبوقٍ؛ حيث تُعدُّ الصِّين الآن ثالث أكبرِ شَريكٍ تجاريٍّ مع أفريقيا بعد الولايات المتحدة وفرنسا، كما تُعْتَبر هي المُستوْرِد الرَّئيسيُّ للنَّفط الأفريقيِّ، بالاضافة إلى تصاعُد مساهمة بكين العسكريَّة في بعثات الأمُم المتحدة لحفظ السَّلام في أنحاء القارَّة، ويمثل هذا كلُّه، إشارةً إلى أنَّ أفريقيا ستكون مُرشَّحةٌ بقوَّةٍ لأنْ تكون مسرح العمليَّات القادم في ظلِّ نظامٍ عالميٍّ مُتعدِّد الأقطاب ينتظره المجتمع الدَّوليُّ.
وفيما يخص الدِّول العربيَّة الأفريقيَّة، فقد عبَّرت كلٌّ من الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا وليبيا عن استعدادها للتَّعاوُن مع قوَّات الأفريكوم لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في الصَّحراء الكبرى، رغم رفض كلٍّ من ليبيا والجزائر وموريتانيا إقامة قواعدٍ عسكريَّةٍ أمريكيَّةٍ دائمةٍ على أراضيها أو أراضي أيَّة دولةٍ أفريقيَّةٍ أخرى، وهو ما دفع واشنطن إلى وضع قيادة أفريكوم في شتوتجارت بألمانيا، كوضعٍ مُؤقَّتٍ، رغم ترحيب رئيسة ليبيريا إلين جونستون سيرليف باستضافة مقر القيادة، لكن الأمريكيِّين رفضوا لأسبابٍ إستراتيجيَّةٍ.
ولكن الحضورَ العسكريَّ الأمريكيَّ الكثيف في القارة الأفريقية سيفيد في تزكية روح العداء والكراهيَّة تجاه واشنطن وهو ما يريده تنظيم القاعدة لتنفيذ المزيد من العمليَّات، وتجنيد المزيد من الأفارقة لصالحه، وهو ما قد يُلهِب القارة، بالإضافة الى ما ستقوم به واشنطن من إشعالٍ للحروب في كثيرٍ من الأحيان لتنفيذ مصالحها ومصالح إسرائيل في القارَّة.
السُّودان والأمن القومي العربي
وبكلِّ تأكيدٍ ستطال أنشطة أفريكوم السُّودان، نظرًا لوقوعه في دائرة الاهتمام الأمريكيِّ الإسرائيليِّ، خاصَّة مع سعي واشنطن لإعادة رسم خرائط دول المنطقة، ولاشك أنَّ ما يجري في دارفور وفي الجنوب وفي المنطقة الشرقية للسُّودان، في المستقبل، ليس بعيدًا عن تلك الإستراتيجيَّة، وقد تُوظَّف دول الجوار في خدمة بعض جوانب تلك الإستراتيجيَّة حيال السُّودان.
وغالبا ما ستكون السُّودان هي المُرتَكَز الرَّئيسيُّ لإحاطة مصر بالقوَّات والمعدات الأمريكيَّة؛ حيث يُشير خبراء إلى أنَّه على الرغم من التَّعاون الإستراتيجيِّ الأمريكيِّ مع مصرن والاهتمام الكبير بها، إلا أنَّها تُعدُّ من الدِّول القليلة في العالم التي ستحاول واشنطن إحاطتها بالقواعد من دولٍ أخرى، من دون أنْ يكون هناك تواجدٌ عسكريٌّ رئيسيٌّ على أراضها لاعتباراتٍ تتعلَّق بالأمن الدَّاخليِّ المصريِّ، وهو ما لا يمنع تواجُد بعض القوات واستخدام أراضي وأجواء ومياه البلاد، وكذلك لا يمنع من جهوزيَّة هذه القوَّات- الأمريكيَّة- للتَّدخُّل السَّريع في أيِّ لحظةٍ الأمر الذي يضرب السِّيادة والأمن القومي المصري والعربي في مقتل!

0 تعليقات:


تقرأون في العدد الجديد



تركيا.. بين الحنين للأصل والتَّوجُّه غربًا!!...


كانت منطقة الشَّرق الأوسط خلال الفترة القليلة الماضية على موعدٍ مع ظهور لاعبٍ جديدٍ في الُّلعبة السِّياسيَّة الإقليميَّة..


تحالفاتٌ مصريَّةٌ جديدةٌ.. "مايحكومشِ"!!...

ولا نَزَالُ مع قضيَّة السَّاعة على السَّاحة السِّياسيَّة المصريَّة، وهي قضيَّة التَّحالُفات الوطنيَّة في مصر






صناعة الدَّواء في مصر.. صناعةٌ إستراتيجيَّةٌ في قبضة الاحتكارات!!...






تركيا.. الحنين إلى الشَّرق والتَّطلُّع إلى الغرب..
ملف خاص عن تركيا ...






الإخوان المسلمين.. انشقاقاتٌ.. ولكن هل من تأثيراتٍ؟!...
أنشطة المُخابرات الإسرائيليَّة والغربيَّة في السُّودان
رؤيةٌ أمريكيَّةٌ مُغايرةٌ حول المشهد المصري



الوجود العسكريُّ الأمريكيُّ في العالم العربيِّ ومخاطره





جمهوريَّات الموز".. من أمريكا الوسطى إلى الشَّرق الأوسط!!...





القرار ١٨٩١ (٢٠٠٩) الذي اتخذه مجلس الأمن في جلسته المعقودة في ١٣ أكتوبر ٢٠٠٩ بشأن السُّودان...





الصحافة العالمية في الأسبوع

لا عجب في كَوْن حماس ليست خائفةً!!



صورة العدد 8



فريق العمل

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التَّحرير

عبد الجليل الشَّرنوبي

مدير التَّحرير

أحمد التلاوي

المشرف العام

علاء عيَّاد

فريق التَّحرير (بحسب التَّرتيب الأبجدي)

أحمد عبد الفتَّاح

إيمان إسماعيل

الزَّهراء عامر

سامر إسماعيل

شيماء جلال

عبد العظيم الأنصاري

كارم الغرابلي

مراجعة لغويَّة

أحمد محمود

تنفيذ وإخراج

أحمد أبو النَّجا

تصوير

محمد أبو زيد

باحثون ومشاركون من الخارج

مُحمَّد الشَّامي

الموقع الإلكتروني

أحمد عبد الفتاح


لافضل تصفح