الكونجرس اليهودي الأمريكي...


ترجمة وإعداد: سامر إسماعيل
الكونجرس اليَهوديُّ الأمريكيُّ أو المؤتمر اليَهوديُّ الأمريكيُّ اسمٌ يُطْلَق على مُنظَّمةٌ تتكوَّن من اليَهود الأمريكيِّين تمَّ تأسيسها وتشكيلها للدِّفاع عن المصالح اليهوديَّة داخل وخارج الولايات المتحدة وفق سياسةٍ عامَّةٍ تشمل الانخراط في المُؤسَّسات الدِّبلوماسيَّة والتَّشريعيَّة والقضائيَّة الأمريكيَّة.
تأسَّست المنظمة في العام 1918م، بعد صدور وعد بلفور الشَّهير في العام 1917م، والذي أعطى الحقَّ لليهود في إقامة وطنٍ قوميٍّ لهم في فلسطين، بعد عامَيْن من الإعداد على إثر اجتماعٍ عقده مندوبون عن مُنظَّماتٍ دينيَّةٍ يهوديَّةٍ، وعددٌ من الشَّخصيات اليَّهوديَّة في الولايات المتحدة.
حيث اختار أكثر من 350 ألفٍ من اليَهود في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مندوبين عنهم لحضور المؤتمر اليَهوديِّ الأمريكيِّ الأول عام 1916م، والذي انبثقت عنه منظمة الكونجرس اليَهوديِّ الأمريكيِّ، ومن بين هؤلاء الذين تم انتخابهم الحاخام ستيفن وايز، وهو الأبُّ الرَّوحيُّ للمُنظَّمة، والقاضي لويس برانديز، والقاضي فيليكس فرانكفورتر، وجولدا ماير ميرسون، والتي عُرِفَتْ بعد ذلك باسم جولدا مائير، أوَّل رئيسة وزراء لإسرائيل، والتقوا جميعًا في مدينة ميلواكي، أشهر وأكبر مدن ولاية ويسكينسون الأمريكية.
وترأَّس المؤتمر التأسيسي للكونجرس اليَهودي الأمريكي الحاخام وايز، الذي أشرف على سَيْر المُناقشات حول أهداف اليهود في الولايات المتحدة بشكلٍ خاصٍّ، وأهداف اليهود في جميع أنحاء العالم، في تحقيق حلم إقامة وطنٍ قوميٍّ لليهود بوجهٍ خاصٍّ.
 وقد وضع المُؤتَمِرون خطَّةً للتَّحرُّك في المرحلة الجديدة، وذلك على جميع الأصعدة السِّياسيَّة والتَّنظيميَّة والماليَّة والإعلامَّية.
و في ذلك المؤتمر أيضًا، قام الحاخام اليهودي الأمريكي ستيفن وايز بوضع المبادئ والأُسُسِ والأهداف التي تسير عليها المُنظَّمة، وأهمها أنَّ اليهود لهم الحقُّ ليس فقط في الأعمال الخيريَّة، ولكن في التَّمتُّع بالعدالة والحقوق الأساسيَّة، مثلهم مثل أيِّ رجلٍ أو امرأةٍ من أيِّ ديانةٍ أخرى، واعتبر وايز أنَّ عمل المنظمة داخل الولايات المتحدة يُعدُّ واجبًا، كما أنَّ عملها خارج الولايات المتحدة يُعدُّ طموحًا.
وبدأت نشاطات المُنظَّمة تبرز بعد ذلك، من خلال العمل على تجميع قوى اليهود في القارة الأمريكيَّة الشَّماليَّة الجديدة، والسَّعي إلى تشكيل لوبي صهيونيٍّ قويٍّ، وهكذا ما لبث أنْ تحوَّل هذا المُؤتمر في فترة الثَّلاثينيَّات إلى القوَّة اليَهوديَّة الأساسيَّة في العمل ضد النَّازية الهِتْلريَّة، ومساعدة الضَّحايا اليهود في أوروبا، ونجح المؤتمر داخل أمريكا في إثارة الرَّأي العام الأمريكيِّ لمصلحة اليهود.
ومن أبرز المشروعات التي تبنَّتها مُنظَّمة الكونجرس اليهوديُّ الأمريكيُّ كما جاء في موقع المُنظَّمة على شبكة الإنترنت ما يلي:
1.    العمل من أجل سلامة وأمن اسرائيل، بما في ذلك تطوير دَور إسرائيل في حلف شمال الأطلنطي (النَّاتو).
2.    قيادة المعركة ضد الإرهابيِّين الذين يستخدمون البشر كدروعٍ بشريَّةٍ لتحقيق أهدافهم [في إشارةٍ إلى فصائل المقاومة الفلسطينيَّة]، وتقديم تفسيراتٍ لقانون الحرب بالشَّكل الذي يسمح للدِّول حماية أنفسها ضد أيِّ هجومٍ إرهابيٍّ.
3.    العمل من أجل الحُرِّيَّة الدِّينيَّة في الولايات المتحدة، ويشمل ذلك الدَّعوة إلى الفصل بين الكنيسة والدَّولة، وكذلك مُعارضة الجهود التي تبذلها منظمة المُؤتمر الإسلاميِّ لتقييد ما يُسمَّى لدى المسلمين بـ"الإساءة إلى الأديان السماويَّة، وخاصَّة الإسلام"، عن طريق الانضمام إلى "التَّحالف من أجل الدِّفاع عن حُرِّيَّة التَّعبير".
4.    العمل على استقلال الدِّول الحليفة لليهود عن الدِّول التي تتعارض سياساتها مع المصالح اليهوديَّة، في مجال الطَّاقة.
5.    تعزيز دور المرأة في المجتمع، ومن أهم مشروعات المُنظَّمة في هذا الشَّأن، المُؤتمر الدَّوليُّ للمرأة والعدالة، والذي عُقِدَ بالعاصمة الأمريكيَّة واشنطن في ربيع العام 2009م.
كما تُؤكِّد المُنظَّمة على أنَّ الهدف الرَّئيسيَّ من تشكيلها كان تقديم العَوْن والمُشاركة في مؤتمر السَّلام العالميِّ الذي عُقِدَ في فرساي بفرنسا في عام 1919م، عقب الحرب العالميَّة الأولى [1914- 1918م]، ولعبت المُنظَّمة حينها دورًا مُهمًّا في الحفاظ على حياة اليهود وممتلكاتهم في أوروبا، كما كان هذا المُؤتمر مفتاح اليهود لإقامة وطنٍ قوميٍّ لهم في فلسطين تنفيذًا لوعد بلفور.
ووصفت منظمة الكونجرس اليَهوديِّ الأمريكيِّ نفسها بأنَّها كانت أوَّل من:
1.    أيَّد ودعَّم إنشاء دولةٍ يهوديَّةٍ.
2.    قاطع البضائع النَّازيَّة في العام 1930م، على الرغم من اعتراضات مُعظم الوكالات اليهوديَّة الأخرى.
3.    استخدم المحاكم في العام 1940م للدِّفاع عن حقوق اليهود، في الوقت الذي حذَّر فيه آخرون  من أنَّ أنشطة اليَهود لا ينبغي أنْ تكون صُريحةٌ، ومن أشهر قادة المنظمة الذين نشطوا للدِّفاع عن حقوق اليَهود القاضيان المُؤسِّسان للمُنظَّمة برانديز وفرانكفورتر، وأُطْلِقَ عليهما لقب "المدعي العام للشَّعب اليهودي".
وتقول إنَّ أهدافها أكثر من ذلك بكثيرٍ، وتشمل الدِّفاع عن حقوق ومصالح اليهود في الدَّاخل والخارج، عبر المحاكم والكونجرس الأمريكي والسُّلطة التَّنفيذيَّة وعبر مُؤسَّسات الدَّولة، وكذلك في العواصم الأجنبيَّة؛ حيث إنَّ المُنظَّمة لها مكاتبٌ في جميع أنحاء الولايات المتحدة وخارجها..

0 تعليقات:


تقرأون في العدد الجديد



تركيا.. بين الحنين للأصل والتَّوجُّه غربًا!!...


كانت منطقة الشَّرق الأوسط خلال الفترة القليلة الماضية على موعدٍ مع ظهور لاعبٍ جديدٍ في الُّلعبة السِّياسيَّة الإقليميَّة..


تحالفاتٌ مصريَّةٌ جديدةٌ.. "مايحكومشِ"!!...

ولا نَزَالُ مع قضيَّة السَّاعة على السَّاحة السِّياسيَّة المصريَّة، وهي قضيَّة التَّحالُفات الوطنيَّة في مصر






صناعة الدَّواء في مصر.. صناعةٌ إستراتيجيَّةٌ في قبضة الاحتكارات!!...






تركيا.. الحنين إلى الشَّرق والتَّطلُّع إلى الغرب..
ملف خاص عن تركيا ...






الإخوان المسلمين.. انشقاقاتٌ.. ولكن هل من تأثيراتٍ؟!...
أنشطة المُخابرات الإسرائيليَّة والغربيَّة في السُّودان
رؤيةٌ أمريكيَّةٌ مُغايرةٌ حول المشهد المصري



الوجود العسكريُّ الأمريكيُّ في العالم العربيِّ ومخاطره





جمهوريَّات الموز".. من أمريكا الوسطى إلى الشَّرق الأوسط!!...





القرار ١٨٩١ (٢٠٠٩) الذي اتخذه مجلس الأمن في جلسته المعقودة في ١٣ أكتوبر ٢٠٠٩ بشأن السُّودان...





الصحافة العالمية في الأسبوع

لا عجب في كَوْن حماس ليست خائفةً!!



صورة العدد 8



فريق العمل

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التَّحرير

عبد الجليل الشَّرنوبي

مدير التَّحرير

أحمد التلاوي

المشرف العام

علاء عيَّاد

فريق التَّحرير (بحسب التَّرتيب الأبجدي)

أحمد عبد الفتَّاح

إيمان إسماعيل

الزَّهراء عامر

سامر إسماعيل

شيماء جلال

عبد العظيم الأنصاري

كارم الغرابلي

مراجعة لغويَّة

أحمد محمود

تنفيذ وإخراج

أحمد أبو النَّجا

تصوير

محمد أبو زيد

باحثون ومشاركون من الخارج

مُحمَّد الشَّامي

الموقع الإلكتروني

أحمد عبد الفتاح


لافضل تصفح