اطلبوا العلم ولو في تركيا!!...
لَعِبَت تركيا دورًا بارزًا في المنطقة العربيَّة مُنذ وصول حزب العدالة والتَّنمية إلى سُدَّة الحُكم، وبات رمزها الأوَّل رجب طيب أردوغان رمزًا أسطوريًّا في أوطاننا، حقَّق بعض أحلامِنا في إيجاد قيادةٍ مُخلصةٍ تنافح عن قضايا في ظل المُستبدِّين والمُفسدين الذين يعتقدون أنَّهم ورثوها عن آبائهم!!
تظاهر ناشطون وحقوقيُّون أتراك في إسطنبول للتَّنديد بما أسموه مخططًا يهدف إلى الانقلاب على حكومة حزب العدالة والتَّنمية.
وهذا الدَّوْر تدفع حكومة أردوغان ثمنه غاليًا؛ حيث عاد الجدل بشأن مُخطَّط الانقلاب إلى واجهة الأحداث بعد أنْ تلقَّى النَّائب العام التُّركي ظرفًا من قِبَلِ "مجهولٍ" يحتوي على ما يُقال إنَّه النُّسخة الأصليَّة من الوثيقة المُتضمَّنة للمُخطَّط.
وكانت أصابع الاتِّهام وجَّهت إلى ضُبَّاطٍ كبارٍ في الجيش بالوقوف وراء هذا المُخطَّط، واستجوب الادِّعاء التُّركي عددًا من الضُّبَّاط على خلفيَّة هذا "المُخطَّط الانقلابيِّ".
هذا الدَّوْر دفع المراقبون يرجعون التَّوتُّر بين تركيا والغرب إلى اقترابها من الشَّرق، وبشكلٍ غير مسبوقٍ، منذ سنين مع الدِّول العربيَّة والإسلاميَّة، ويقول مُحلِّلون إنَّ العوامل الثَّقافيَّة والاقتصاديَّة تعمل أيضًا على دفع تركيا في ذلك الاتِّجاه نحو الشَّرق.
وفي هذا الشَّأن، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة سابانشي البروفيسور إرسين كالايشيو جلو، إنَّ أردوغان، ومعه قادة حزب العدالة والتَّنمية الحاكم، بجذورهم الإسلاميَّة المُحافِظة يشعرون بالارتياح العميق، وكأنَّهم في بيوتهم، في أثناء وجودهم في الرِّياض ودمشق وبغداد، وهو ما يفوق كثيرًا شعورهم في أثناء وجودهم في باريس ولندن وروما.
إنَّ هذا الجدل الدَّائر داخليًّا وخارجيًّا حول دور تركيا يضع الإسلاميِّين في العالم في محكٍّ جديدٍ لدراسة تجربة تركيا من باب "اطلبوا العلم ولو في الصين"، بما يصبُّ في صالح البلاد والعباد، وهو أحد الأهداف التي أمر بها الله- عزَّ وجلَّ- عباده.
إنَّ الاسلاميَّين في حاجةٍ إلى التَّفقُّه في تجربة تركيا لاكتساب فقهٍ سياسيٍّ رشيدٍ ومُتميِّزٍ من أبناءٍ نبتوا في صفوف الحركة الإسلاميَّة التي رعاها في تركيا الكبير أربكان، وليسوا في حاجة إلى الامتعاض غير المُبرَّر عند ذكر التَّجرُبة أو الرَّيبة خوفًا من كلِّ تجديدٍ!
-------------------
(*) صُحفي مصري
0 تعليقات:
Post a Comment