إعلام جديد يهدد العروش!!...

بقلم رئيس التحرير

أثارت الاضطرابات السِّياسيَّة والمدنيَّة التي وقعت في إيران في الأسابيع الأخيرة التي تلت الانتخابات الرَّئاسيَّة، وما صاحبها من استخدام نشطاء التَّيار الإصلاحيِّ في إيران للعديد من وسائط الإنفوميديا الجديدة لعرض قضيَّتهم ووجهات نظرهم، وتطورات الوضع في إطار الأزمة التي تفاعلت بينهم وبين النِّظام الحاكم في إيران، على إثر الإعلان عن فوز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بفترةٍ رئاسيَّةٍ ثانيةٍ، على حساب المرشح الإصلاحي الخاسر مير حسين موسوي.



وبغض النَّظر عن موقفنا من الأزمة ومن الاتِّهامات التي وجَّهها الإصلاحيُّون في إيران للحكم في طهران بتزوير نتائج الانتخابات، إلا أنَّ ما يهمنا فيما يجري في إيران هو الدَّور الذي لعبته وسائط المعلومات والصورة الجديدة في حشد الرَّأي العام الدَّاخليِّ والخارجيِّ لصالح قضيَّة الإصلاحيِّين في إيران، وبالتَّالي تقييد يد الحكومة الإيرانيَّة وأجهزة الحكم السِّياسيَّة والعسكريَّة والأمنيَّة في إيران في مواجهة "العصيان المدنيِّ" الذي شهدته إيران في الأسابيع الأخيرة.
وكان من عمق تأثير هذه الأدوات أنْ اتَّخذت أعلى سلطة في إيران، وهي المرشد العام للثورة الإسلاميَّة آية الله علي خامنئي، مجموعةً من الخطوات التي من شأنها تهدئة خواطر الدَّاخل والخارج، وامتصاص غضب الجموع الحاشدة التي ملأت ميادين طهران ومدنٍ إيرانيَّةٍ أخرى.
ولعل اللافت للنَّظر هو الكفاءة التي استخدم بها الإصلاحيُّون أدوات مثل المواقع الاجتماعيَّة ذات التَّأثير على شبكة الإنترنت، مثل (تويتر) و(فيس بوك) و(يو. تيوب)، وغيرها، بحيث باتت عنصر ضغطٍ على جميع الأطراف في إيران وخارجها، واستطاعوا بها كسر الحظر الذي فرضته الحكومة الإيرانيَّة على وسائل الإعلام المحلِّيَّة والعالميَّة في شأن تغطية الأحداث، واستطاع المحتجون عن طريق تسريب صورٍ ومقاطعٍ فيديويَّة التُقِطَتْ بأجهزة الهاتف المحمول، وتحميلها على شبكة الإنترنت وتوزيعها على العالم أجمع، أنْ يضعوا الحكومة الإيرانيَّة في مأزقٍ حرجٍ أمام العالم.
وباتت- أيضًا- رسائل المحمول القصيرة بدورها سلاحًا فعَّالاً للغاية في حشد الجماهير وتحريكها، وأصبحت المرونة والسُّرعة هي اسم الُّلعبة في الإعلام حاليًا.
واستطاع هؤلاء، عن طريق هذه الوسائط في تحويل الطالبة الإيرانيًّة ندا أغا سُلطاني، وهي شابَّة مغمورة كانت لا تزال في العشرينيَّات من عمرها، إلى "رمزٍ لثورة التَّغيير في إيران"، بعد أنْ تمَّ تصويرها وهي تموت برصاص أحد رجال الأمن في مظاهرات طهران في يونيو الماضي.
وفي مدونته يقول الناشط المغربي مصطفى تاج: "جاب شريط موت هذه الشَّابة الإيرانيَّة التِّراجيدي، أرجاء العالم بفضل الانترنت، في أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة، فشاهده ملايين البشر، واحتلت صورها وأخبارها واجهة وسائل الاعلام العالمية"، وبالتَّالي "أضحت ندا رمزًا للمقاومة من أجل التَّغيير في ايران؛ حيث تحولت صورة وجه الشَّهيدة المضرَّج في الدِّماء، إلى أيقونةٍ للغضب والحزن، يحملها الآلاف من الشَّباب والشَّابات في العديد من المظاهرات الصَّاخبة في ايران".
وفي هذا الإطار، فإنَّ وسائل الإعلام التَّقليديَّة الموجودة، بما فيها الفضائيَّات التي اعتمدت في تغطياتها لما جرى في إيران بالفعل على "مُنتجات" هذه الوسائط الجديدة، عليها أنْ تطوِّر نفسها بما يتوائم مع الوضع الجديد، وإلا فقدت جمهورها، كما أفقدت هي الصحافة الورقيَّة والمسموعة عرشها الإعلاميِّ منذ أنْ ظهرت قبل عقدَيْن من الزَّمان.
اتِّجاهات


0 تعليقات:


تقرأون في العدد الجديد



تركيا.. بين الحنين للأصل والتَّوجُّه غربًا!!...


كانت منطقة الشَّرق الأوسط خلال الفترة القليلة الماضية على موعدٍ مع ظهور لاعبٍ جديدٍ في الُّلعبة السِّياسيَّة الإقليميَّة..


تحالفاتٌ مصريَّةٌ جديدةٌ.. "مايحكومشِ"!!...

ولا نَزَالُ مع قضيَّة السَّاعة على السَّاحة السِّياسيَّة المصريَّة، وهي قضيَّة التَّحالُفات الوطنيَّة في مصر






صناعة الدَّواء في مصر.. صناعةٌ إستراتيجيَّةٌ في قبضة الاحتكارات!!...






تركيا.. الحنين إلى الشَّرق والتَّطلُّع إلى الغرب..
ملف خاص عن تركيا ...






الإخوان المسلمين.. انشقاقاتٌ.. ولكن هل من تأثيراتٍ؟!...
أنشطة المُخابرات الإسرائيليَّة والغربيَّة في السُّودان
رؤيةٌ أمريكيَّةٌ مُغايرةٌ حول المشهد المصري



الوجود العسكريُّ الأمريكيُّ في العالم العربيِّ ومخاطره





جمهوريَّات الموز".. من أمريكا الوسطى إلى الشَّرق الأوسط!!...





القرار ١٨٩١ (٢٠٠٩) الذي اتخذه مجلس الأمن في جلسته المعقودة في ١٣ أكتوبر ٢٠٠٩ بشأن السُّودان...





الصحافة العالمية في الأسبوع

لا عجب في كَوْن حماس ليست خائفةً!!



صورة العدد 8



فريق العمل

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التَّحرير

عبد الجليل الشَّرنوبي

مدير التَّحرير

أحمد التلاوي

المشرف العام

علاء عيَّاد

فريق التَّحرير (بحسب التَّرتيب الأبجدي)

أحمد عبد الفتَّاح

إيمان إسماعيل

الزَّهراء عامر

سامر إسماعيل

شيماء جلال

عبد العظيم الأنصاري

كارم الغرابلي

مراجعة لغويَّة

أحمد محمود

تنفيذ وإخراج

أحمد أبو النَّجا

تصوير

محمد أبو زيد

باحثون ومشاركون من الخارج

مُحمَّد الشَّامي

الموقع الإلكتروني

أحمد عبد الفتاح


لافضل تصفح