جاء هذا الشَّهر، شهر رمضان المبارك، وأمتنا العربيَّة والاسلاميَّة، ما زالت تُعاني وتفتقد إلى مشروع نهضة بعد سقوط الخلافة الإسلاميَّة.
جاء شهر رمضان وما زالت الأُمَّة مُتعثِّرة في أنْ تعود إلى مكانة الصَّدارة بين الأمم، بل جاء الشَّهر الكريم والأُمَّة ما زالت تائهةً في سبيلها لأنْ تضع قدمها على بداية طريق التَّغيير.
نعم بدأ العرب بعد سقوط الخلافة العثمانيَّة رحلة مشروعٍ تنمويٍّ ونهضويٍّ، كانت شواهده إنشاءُ الصَّحافة والمدارس، وإنشاء الجامعات الحديثة والجسور والطُّرق والسُّدود ومدُّ السِّكك الحديديَّة، إلا أنَّ هذه كانت مُجرَّد مظاهر مُجرَّدةٌ من الرُّوح والحقيقة التي تبعث على نهضةٍ حقيقيَّةٍ لأمَّتنا.
لا نريد أنْ يستغرقنا المشهد القائم، فقد أصبح العرب لا يملكون ما يُقدِّمونه إلى العالم، لقد اختفينا كحضارةٍ، وغُيِّبْنَا عن خارطة العالم، وفقدنا الطَّاقة الخلاقة، في حين أنَّنا موجودون كشعوبٍ فقط، فالمظاهر تؤكد أنَّ العرب والمسلمين لم يبرحوا أماكنهم بعد سقوط الخلافة الإسلاميَّة.
إنَّ الأمر يحتاج إلى إفاقةٍ سريعةٍ، وتلمُّسٍ للطريق الصَّحيح بعيدًا عن تلك المظاهر الجوفاء، حتى نستطيع أنْ نخرج من هذا النَّفق المظلم، وحتى يكون لنا مشروع نهضةٍ حقيقيٍّ.. نهضة تجعل العرب والمسلمين قادرين على مواجهة المستعمر الذي يرغب في نهب خيراتهم وإقعادهم عن الِّلحاق بركب الحضارة، وكذلك قادرين على مواجهة أنظمةٍ مُستبدةٍ تُقيِّد الحرِّيَّات وتمنعهم من الإبداع.
وفي النِّهاية فجميل أنْ يصدر عدد جديد من مجلتكم (اتِّجاهات) خلال شهر رمضان المعظم، الذي دائمًا ما يحاول كل منَّا فيه أنْ يكون بمثابة مرحلة جديدة في حياته، ولذلك حرصت المجلة أنْ تطلع عليكم في هذا الشَّهر بأبوابٍ جديدة آملين أنْ تحظى بإعجابكم، ومؤكدين لكم أنَّنا لن ندخر أيِّ جهدٍ في أنْ نحمل لكم كل جديد ومفيد...
اتِّجاهات
0 تعليقات:
Post a Comment