دايتون.. مهمةٌ سرِّيَّةٌ مكشوفةٌ للجميع!!...


إعداد: وحدة الدِّراسات والبحوث
رُبَّما يخدعك وجهٌه الطُّفولي وأسلوبُ كلامه الهادئ أو تصريحاته وحديثه عن أهميَّة السَّلام والأمن، و"ضرورات" التَّعايُش السِّلميِّ بين العرب والإسرائيليين، ولكن وجهه الحقيقي ربما يتكشف لك من خلال أفعال تلاميذه!!
إنَّه الجنرال الأمريكي كيث دايتونن المنسق الأمنيُّ الأمريكيُّ للشُّئون الإسرائيليَّة الفلسطينيَّة المُقيم في إسرائيل، والمسئول الأوَّل عن تدريب عناصر الأمن الفلسطينيَّة العاملة بالضِّفَّة الغربيَّة المُحتلَّة، والذين يجري تدريبهم داخل الأردن، من خلال لجنة تنسيقٍ مُشتركةٍ بين ضُبَّاطٍ من الولايات المُتَّحدة وكندا وبريطانيا وتركيا، مُهمَّتُهم المُعلنة تدريب قوى الأمن الفلسطينيَّة التابعة للسُّلطة الفلسطينيَّة في الضِّفَّة على أحدث أساليب ضبط الأمن والاشتباك والتَّعامُل مع الظُّروف الصَّعبة.. ليس لمواجهة الاحتلال الإسرائيليّ بطبيعة الحال، ولكن ليكونوا جبهة القتال الأولى لضرب المقاومة الفلسطينيَّة.
فما يخفيه دايتون أو ربما لا يُريد الكشف عنه بلسانه، وإنَّما يُريد أنْ يظهر في سلوك تلاميذه، فهو أنَّ مُهمَّتَه الأولى هي القضاء على المقاومة الفلسطينيَّة، وخاصَّة عناصر حركة المقاومة الإسلاميَّة (حماس)، والتي يُنْظَرُ إليها على أنَّها "عدوَّة" للسَّلام الفلسطينيِّ الإسرائيليِّ، في الوقت التي يحظر فيه على جنوده إطلاق أيَّةَ رصاصةٍ على الجنود الإسرائيليِّين، حتى لو اقتحموا المناطق الخاضة للسُّلطة الفلسطينيَّة في الضِّفَّة الفلسطينيَّة.
وقبل النَّظر بعمقٍ إلى مُهمَّتِه، فإنَّ كيث دايتون من مواليد العام 1949م، وهو حاصلٌ على إجازةٍ أولى في التَّاريخ، وهو ما يوازي الدبلومة العليا، ودرجة الماجستير في العلاقات الدَّوليَّة، وصاحب خبرةٍ عسكريَّةٍ ودبلوماسيَّةٍ؛ حيث سبق له أنْ خَدَمَ في سلاح المدفعيَّة الأمريكيِّ، كما عمل مُلحقًا عسكريًّا في الاتحاد السُّوفيتي السَّابق، كما عمل في فرع التَّدريب حول السياسة السوفيتية أثناء وجود الاتحاد السوفيتي، بالإضافة إلى أنَّه عَمِلَ في ميدان التَّفتيش عن الأسلحة العراقيَّة.
وفي العام 2005م، عُيِّنَ دايتون من قِبَلِ الإدارة الأمريكيَّة منسقًا أمنيًّا بين الفلسطينيِّين والإسرائيليِّين، وتقوم خُطَّتُه المُعْلَنة على تدريب عشر كتائبٍ من أجهزة الأمن الفلسطينيَّة تعمل بالضِّفَّة المُحتلَّة، ويُختار عناصرها بعنايةٍ فائقةٍ؛ يحث لا ينتمون إلى فصائلٍ أو عشائرٍ فلسطينيَّةٍ بهدف تشكيل قوَّةٍ أمنيَّةٍ مُكوَّنةٍ من خمسة آلاف جنديٍّ فلسطينيٍّ، مُنتشرون في كافَّة أنحاء الضِّفَّة المحتلَّة.
وعندما أتى دايتون إلى عالمنا العربيِّ، وضع نِصْبَ عينيه هدفًا كبيرًا، وهو أمن إسرائيل، ولأجل ذلك الهدف، يتمُّ التَّنسيق مع عددٍ من الدِّول العربيَّة، مثل مصر والأردن، كما أنَّ مهمَّتَهُ تسيرُ وفقًا لبنود خُطَّة خارطة الطَّريق التي وضعتها الإدارة الأمريكيَّة الجمهوريَّة السَّابقة في العام 2003م، وخصوصًا في الشِّقِّ الأمنيِّ منها.

ويُوصَف دايتون بأنَّه لورانس العرب الجديد، في إشارةٍ إلى أنَّه وريث توماس إدوارد لورنس رجل الاستخبارات البريطاني الذي أشعل الثورة العربيَّة في شبه جزيرة العرب ضد الخلافة العثمانيَّة، ولكن الفرق بين لورانس ودايتون، أنَّ لورانس اخفى هُويَّتَه الإنجليزيَّة، خاصَّة وأنه يُجيد التَّحدُّثَ بالعربيَّة، ولكن دايتون جاء إلى بلادنا بصفته العسكريَّة.. الجنرال كيث دايتون.
وقد سُئِلَ دايتون في إحدى النَّدوات التي عُقِدَت بمعهد واشنطن لسياسات الشَّرق الأدنى عن سبب تكليفه بمُهِمَّة التَّنسيق الأمنيِّ بين الفلسطينيِّين والإسرائيليِّين، على الرَّغم من أنَّ رتبة العسكريَّة كبيرةٌ، ومن الممكن أنْ يقوم بها أيُّ ضابطٍ أمريكيٍّ، فأجاب بأنَّ كونه جنرالاً هذا سيتيح له عددٌ من المُميِّزات، أولها أنَّ ضابطًا أمريكيًّا برتبة "جنرال"، معناه أنَّه يستطيع كسب ثقة الإسرائيليِّين، كما ستساعد رتبته العسكريَّة على دفع الدِّول العربيَّة للتَّنسيق الأمنيِّ مع السُّلطة الفلسطينيَّة، هذا بالإضافة إلى أنَّ رتبة جنرال يمكنها التَّواصُل مع مُختلف الوكالات في الحكومة الأمريكيَّة.
وقد طلب دايتون من إدارة الرَّئيس الأمريكيِّ بارك اوباما تمديد مُهمَّتِه كمنسِّقٍ أمنيٍّ بين الفلسطينيِّين والإسرائيليِّين، والتي انتهت في مطلع العام 2009م، عامَيْن إضافيَّيْن، ليتمكَّن من استكمال مُهمَّته المُعلنة بتخريج 5 آلاف جنديٍّ فلسطينيٍّ لضرب المقاومة..

0 تعليقات:


تقرأون في العدد الجديد



تركيا.. بين الحنين للأصل والتَّوجُّه غربًا!!...


كانت منطقة الشَّرق الأوسط خلال الفترة القليلة الماضية على موعدٍ مع ظهور لاعبٍ جديدٍ في الُّلعبة السِّياسيَّة الإقليميَّة..


تحالفاتٌ مصريَّةٌ جديدةٌ.. "مايحكومشِ"!!...

ولا نَزَالُ مع قضيَّة السَّاعة على السَّاحة السِّياسيَّة المصريَّة، وهي قضيَّة التَّحالُفات الوطنيَّة في مصر






صناعة الدَّواء في مصر.. صناعةٌ إستراتيجيَّةٌ في قبضة الاحتكارات!!...






تركيا.. الحنين إلى الشَّرق والتَّطلُّع إلى الغرب..
ملف خاص عن تركيا ...






الإخوان المسلمين.. انشقاقاتٌ.. ولكن هل من تأثيراتٍ؟!...
أنشطة المُخابرات الإسرائيليَّة والغربيَّة في السُّودان
رؤيةٌ أمريكيَّةٌ مُغايرةٌ حول المشهد المصري



الوجود العسكريُّ الأمريكيُّ في العالم العربيِّ ومخاطره





جمهوريَّات الموز".. من أمريكا الوسطى إلى الشَّرق الأوسط!!...





القرار ١٨٩١ (٢٠٠٩) الذي اتخذه مجلس الأمن في جلسته المعقودة في ١٣ أكتوبر ٢٠٠٩ بشأن السُّودان...





الصحافة العالمية في الأسبوع

لا عجب في كَوْن حماس ليست خائفةً!!



صورة العدد 8



فريق العمل

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التَّحرير

عبد الجليل الشَّرنوبي

مدير التَّحرير

أحمد التلاوي

المشرف العام

علاء عيَّاد

فريق التَّحرير (بحسب التَّرتيب الأبجدي)

أحمد عبد الفتَّاح

إيمان إسماعيل

الزَّهراء عامر

سامر إسماعيل

شيماء جلال

عبد العظيم الأنصاري

كارم الغرابلي

مراجعة لغويَّة

أحمد محمود

تنفيذ وإخراج

أحمد أبو النَّجا

تصوير

محمد أبو زيد

باحثون ومشاركون من الخارج

مُحمَّد الشَّامي

الموقع الإلكتروني

أحمد عبد الفتاح


لافضل تصفح