شهادةٌ حول زيارة تركيا: تجربةٌ تستحقُّ الدِّراسة...


 
كولن (يمينًا) وأردوغان.. تطبيقان لتجربةٍ واحدةٍ تتوسَّع إقليميًّا ودوليًّا
-    يُعتبر الشَّيْخ عبد الله كولن الأب الرُّوحيُّ للتَّجرُبة الإسلاميَّة في تركيا
-    هناك تساؤلاتٌ حول مكان المرأة في التَّجرُبة الإسلاميَّة التُّركيَّة
-    التَّجرُبة التُّركيَّة دفعت الغرب لإعادة النَّظر في تقييم تجرُبة الإسلام السِّياسيِّ

شهادة كتبتها لـ(اتِّجاهات): الدُّكتورة ناهد عز الدِّين
لَمَسْتُ خلال زيارتي الأخيرة لتركيا حلولاً تبدو بسيطةً أقرب للفطرة، ولكنَّها شديدة العُمق وأقرب لأعلى تجلِّيات الفلسفة لكثيرٍ من الإشكاليَّات التي يُعاني العالم الإسلاميُّ منها تحت وطأة ما تُمثِّلُه من تحدِّياتٍ وضغوطٍ تعوق تقدُّمه وما ينجم عنها ويترتَّب عليها من تداعياتٍ تشلُّ إرادتهـ وتفُلُّ في عزمه وتصرفه عن الأصول إلى الفروع ومن المضامين إلى القشور.
ومن بين هذه الحلول:
1. الحركة التي أسَّسها فكريًّا، وحدَّد لها خطَّ السَّيْر والمنطلق والمنهج والمرجعيَّة الشَّيخ فتح الله كولن، تتميَّز بدرجةٍ رفيعةٍ من التَّوازُن؛ فهي تُراعي بدقَّةٍ وسلاسةٍ مُعادلة الدِّين والدُّنيا، وتمزُج بين الرَّوحانيَّات والسُّمو الخُلُقيِّ والمعنويِّ من جانبٍ، والعقلانيَّة والواقعيَّة والمنطقيَّة العلميّضة من جانبٍ آخرٍ، حتى يبدو كلٌّ من الجانبَيْن وكأنَّهُما جناحَيْن متكاملَيْن للحركة يجمعهما الانسجام والتَّآلف أكثر من التَّعارُض أو التَّناقُض.
وكأنَّ العلاقة بين الدِّين والعلم، على سبيل المثال لا الحصر، هي نفس علاقة وجهَيْ العملة الواحدة، والفضل في ذلك يعود إلى أسلوب الطَّرح ومنهجيَّة التَّفكير وإعمال العقل التي اختارها المُفكِّر المُؤسِّس وأسهم في صياغتها من بين بدائلٍ وخياراتٍ أخرى عديدةٍ، كان من الممكن أنْ تقود من يأخُذ بها لنتائجٍ عكسيَّةٍ تمامًا.
ثمَّة اجتهادٍ مُخلصٍ لوجه الله بادر به الشَّيخ الأستاذ، وأشرك معه تلامذته في ترجمة الفكر وتحويله إلى واقعٍ، ونقل الاجتهاد النَّظريَّ من حيِّز الأفكار والخُطَبِ المنطوقة أو المكتوبة على الورق، إلى حيِّز الحركة ذات المردود الملموس على الأرض.
2. على نفس المنوال، تُوازِن الحركة الإسلاميَّة في تركيا بعيار الذَّهب كما يقولون، بين الفرد والجماعة والمجتمع الأوسعن فكلٌّ يجد له مكانًا ودورًا، وكلٌّ يحمل أمانةُ، فلا فرديَّة تذهب لحدِّ الأنانية، ولا ترجيح لكفَّة الجماعة يقهر الفردن ويُلغي إبداعه ويصادر على تميُّزِه واستقلاليَّتِه وكرامته، ولا إغفال للمصالح العُليا للسِّياق المجتمعيِّ الأوسع الشَّامل والمحيط بكليهما.
وقد تجلَّى ذلك عبر تسليط الضَّوْء الكاشف عن الوجه الإنسانيِّ للإسلام، فهو إسلام الأُمَّة وإسلام الجامع وإسلام الرِّسالة العالميَّة المُوجهةُ خطابَها للبشريَّة بأسرها، وللجميع على السَّواء، ودون استثناءٍ، وقوامها الرَّحمة والعدل والتَّسامُح ورحابة الصَّدر وسِعَة الأفق والعطاء والبذل بلا شروطٍ ودون انتظار المقابل؛ حيث الإيمان الذي يصل لمرتبة اليقين، وفرط التَّواضُع والتَّذلُّل أمام الخالق، أملاً في "القبول"، "لعلَّ الله يرضى"، حتى الحصول على المكافأة الأخرويَّة والفوز بالجائزة الكبرى؛ رضوان اللهِ تعالى، وغفران الذُّنوب، ودخول الجنة، الذي هو من فضل الله وكرمه ورحمته.

3. قيادةٌ مُتكاملةٌ هي بحقٍّ مضرب المثل، وخير قدوةٍ تعكس اتِّساقًا نادرًا بين القَوْل والفعل، وتجسيرًا طال انتظاره وافتقاده للهُوَّة السَّحيقة، التي فصلت دومًا بين الفكر والسُّلوك، فالقيادة تحمل وتُجسِّد معاني الصِّدق والتَّواضُع والزُّهد والتَّقشُّف والإخلاص، وهي مبعث الثِّقة المُطْلَقَة (رأس مالٍ اجتماعيٍّ)، سواءً على المُستوى الشَّخصيِّ أو على مُستوى الحركة والمُؤسَّسة التي تُعبِّر عن شخص القيادة، بمصداقيَّة التَّابعين والتزام التَّلاميذ.
الظَّرفُ الزَّمنيُّ الذي نشهد فيه نُدرةً في هذا الصَّنْف من القيادات، والذي نشكو فيه جميعًا ممَّا جرَّته علينا الازدواجيَّة في المعايير وسياسات ومُمارسات الكَيْل بأكثر من مكيالٍ، والانفصام الحاد بين ما هو مُعلنٌ جهرًا، وما هو مُضمرٌ سرًّان والتَّيقُّن من أنَّ وراء كل خطابٍ أجندةِ نوايا خفيَّةٍ، ولعبة مصالحٍ انتهازيَّةٍ، وربما صفقة تحكمها حسابات البيزنس، والأرباح قصيرة النَّظر.
فلحظة وتوقيت الظُّهور هو عنصرٌ لا يقل أهميَّةً في مدلولاته عن أيِّ صفاتٍ شخصيَّةٍ حميدةٍ حملها الشَّيخ فتح الله كولن بين جنبَيْه وترجمتها وبلورتها مجمل حركة "الخدمة" بشقَّيْها كليهما معا؛  المُؤسَّسات والأبنية من جهةٍ، والمُمارسات والأنشطة من جهةٍ ثانيةٍ.
إجمالاً، جاءت الحركة في وقتها المُناسب والمثالي تمامًا لتملأ فراغًا شاسعًا، وتُلبِّي احتياجًا مُلحًّا، وتطرح "البديل"، والشَّاهد تجربةٌ حيَّةٌ ومُؤسَّساتٌ تتحرَّك، وتعمل كخليَّةِ النَّحل، وتُوسِّع من دوائر ومساحات ورقعة حركتها لتغطِّي بقاع الأرض، وهي بذلك تحلُّ عُقدة غياب البديل الملائم وافتقار البدائل المطروحة على السَّاحة للصَّلاحيَّة والمُواءمة والقابليَّة للتَّطبيق، والتي من شأنها أنْ تجعل تبنِّي أيٍّ منها مخاطرةً أو مغامرةً غير محسوبةِ النَّتائج، فهي جميعها لم تُغادر مرحلة كونها رهن الاختبار. 
4. تكاد لا تجد أثرًا يُذكَر لسِمَةِ التَّناقُض الذَّاتيِّ الموجودة داخل أغلب المنظومات والحركات الفكريَّة والمُؤسَّسيَّة، والتي لا تخلو منها نظريَّةٌ أو مدرسةٌ أو عقيدةٌ مذهبيَّةٌ، وتُعدُّ مأخذًا روتينيًّا لكلِّ حركةِ مراجعةٍ نقديَّةٍ تتناولها بالفحص والتقييم.
فالانسجام والتَّوافُق وعناصر الالتقاء ومحاور الالتفاف حول ثوابتٍ راسخةٍ وأعمدةٍ رصينةٍ لا تهتز فيها تعظيمٌ قصديٌّ للقاسَم المُشترك والكلمة السَّواء في أغلب الأمور، التي اعتاد الآخرون وبصورةٍ نمطيَّةٍ مُتكرِّرةٍ من آنٍ لآخرٍ، ولكن على فتراتٍ مُتقاربةٍ، وسواءً عن قصدٍ أو بدون قصدٍ، ولكن عن غفلةٍ فجَّةٍ، ودرجوا على التَّطرُّق إليها من مدخل الصِّدام وتناولها أو الدَّعوة لتجنُّبها من باب دَرْءِ التَّعارُض بعد تكييفها كملفَّاتٍ مُثيرةٍ للفتن والحروب، ومفجرةٌ للأزمات، ثم الانهماك بالبحث عن سبل إخمادها والحديث عن تحدِّياتٍ جمَّةٍ تعوق مُعالجتها.
باختصار، الإطلاع على التَّجرُبة يجعل المرء في حيرةٍ من أمره؛ هل هموم العالم الإسلاميِّ والمسلمين هي مشكلاتٌ حقيقيَّةٌ في حدِّ ذاتها وعصيَّةٌ على الحلِّ كما تبدو لنا، أم أنَّها مجرَّد قضايا وتقاطعات خلقتها الظُّروف، وأريد لها أنْ تُصبح مشكلةً، كما صُوِّرَت على هذا النَّحو، وفي مقدور المُفكِّر المُجدِّد أنْ يطرحها في صورةٍ أخرى مختلفةٍ تمامًا، وأنْ يُستخرَج من رحمها الحل، فلكلِّ داءٍ دواءٌ، والدَّاء هو نفسه، وفي داخله يحتوي ويفرز الدَّواء.
5. التَّواصُل عبر "الحوار" ركيزةٌ أساسيَّةٌ، ومنطلقٌ مُهمٌّ ومبدأٌ آخرٌ حاكمٌ للمنظومة، تكرر ترديد المُصطلح نفسه خلال الزِّيارة عشرات المرات في اليوم الواحد، ومن الواضح أنَّه على خلاف الدَّارِج والمعتاد أيضًا من كَوْنِ الدُّخول في حوارٍ مع الآخر، هو أقرب لحوار الطُّرشان أو الجدل العقيم، إذ يرادف الدَّوران في حلقةٍ مُفرغةٍ، والعودة عند انتهاء الحوار من حيث بدأ لنقطة الصِّفر؛ فثَمَّة زياراتٍ مُنظَّمةٍ ورحلاتٍ مُتبادلةٍ كفيلةٍ بتفعيل قاعدة التَّعارُف وبفتح قنواتٍ للحوار، وثمَّة سعيٍ جادٍّ للمأسسة، ولتشييد الآليَّات والتَّرويج لقصص النَّجاح ورموزه، في مدارسه المختلفة، وثمَّة تحضُّرٍ ونضجٍ وكرمٍ في الأسلوب كفيلٌ بكسر حواجز الاختلاف في الُّلغة مثلاً بخلق وإشاعة أجواء التَّفاؤُل والأريحيَّة وغرس مشاعر الصَّداقة والمودَّة.
6. لَفَتْ أنظارنا كذلك مستوى النُّضجِ المُؤسَّسيِّ كملمحٍ آخرٍ مُميَّزٍ للتَّجرُبة، وعلامةٌ على تفوُّقِها واجتيازها مرحلة التَّأسيس من أعلى، والمبادرة الشَّخصيَّة التي قام بها فردٌ أو مجموعة المُحيطين به، وبلوغها محطة المأسسة بما يُضفي عليها معالم الاستدامة والاستمراريَّة، فالمشروع الفكريُّ أنجز استقلاليَّةً يُعتدُّ بها عن شخص الأستاذ المنتِجِ له، وخرج عن نطاق الشَّخصانيَّة، التي هي مرضٌ من الأمراض شبه المُزمنة التي أصابت الحركة وعطَّلت المُؤسَّسات في كثيرٍ من مجتمعاتنا العربيَّة والإسلاميَّة عن النُّموِّ والتَّطوُّر، فاختفت باختفاء الأبِ المُؤسَّس.
فاكتسب وجوده وكيانه المستقل واستمدَّ قوَّتَه من قوَّة الفكرة ذاتها، وليس من ذات المُفكِّر، وعليه، لم يعد السُّؤال حول المآل مبعثًا لكثيرٍ من الَّلغَط، وليس ثَمَّة غموضٍ كبيرٍ يحيط باستمراريَّة التَّجرُبة الإسلاميَّة في تركيا، وقدرتها على البقاء تحت أيِّ ظروفٍ أو مُستجدَّاتٍ، فالمشروع ماضٍ في طريقه، ويزداد حضوره قوَّةً أيًّا كان مصير الأشخاص، وهم في نهاية المطاف بشرٌ زائلون.
7. في الوقت الذي يشهد رواجًا وذيوعًا لحزمٍ من المفاهيم والمُصطلحات والمفردات ذات الجذور الحضاريَّة الأجنبيَّة، وتتردَّدُ على مسامعنا كلماتٌ، مثل المجتمع المدنيِّ، والعمل التَّطوع، والعمل العام، تجد المشروع ينحت لنفسه مصطلحاته وعائلة مفاهيمه وجملة مفرداته الخاصَّة به، سواءً اشتقَّها من سياقه التَّاريخيِّ والحضاريِّ والمجتمعيِّ أو أبدعها بما يستقيم مع أصالة المشروع وعُمق التَّجرُبة.
ومن بين العناوين التي استوقفتنا مفهوم "الخدمة" ومفهوم "المُتولِّي" ومفهوم "الهمَّة"، علاوةٌ على إكساب مفرداتٍ أخرى معانٍ ودلالاتٍ ومضامينَ جديدةً تعكس في محتواها جوهر الرِّسالة المُستهدفة، فالمدرسة كمكان للتَّربية قبل التَّعليم، والمُدرِّس كرمزٍ وقدوةٍ ومحورٍ وعمادٍ لنجاح التَّجربة؛ حيث يُراهن المشروع على دوره بوصفه الفاعل الأساسيُّ والوحيد في تحقيق غاياته المرجوة، والتَّعليم المقترن بفلسفة بناء الشَّخصيَّة المُتكاملة والمُتوازنة، ومُواكبة أحدث المناهج والمقرَّرات وأساليب التَّدريس، ومراعاة الأبعاد الرَّوحانيَّة والجثمانيَّة من زاوية التَّرفيه والتَّرويح من خلال ربط النَّشاط في شتَّى ضروبه الرِّياضيَّة والفنِّيَّة والثَّقافيَّة.. الخ.
8. مِحوريَّة مفهوم الجودة وضرورة مُراعاة معاييرها المعتمدة عالميًّا، التي تُعدُّ حسبُما جاء على لسان من قابلناهم مُفتاحًا رئيسيًّا من مفاتيح نجاح التَّجرُبة وتثبيت أركانها، وخصوصًا عبر أنشطتها العاملة في ميادين التَّعليم والصِّحَّة والصَّحافة والإعلام والمنتديات الثَّقافيَّة والحواريَّة، مثل منتدى "أبان"، وغير ذلك.
هنا أيضًا تمزج التَّجرُبة في توازنٍ نادرٍ لا يعتريه الخلل المعروف بين الاعتزاز بالخصوصيَّة، فثمَّة تأكيدٍ على الهُويَّة وثَمَّة شعورٍ بالكرامة الوطنيَّة كرفرفة العلم التُّركيِّ المرفوع شامخًا في مواقع الأنشطة كبعثات الإغاثة والمُساعدات الإنسانيَّة، وفخرٌ بالتَّاريخ والتُّراث كإطلاق اسم "الفاتح" على الجامعة.
ولم تُشكِّل أيٌّ من تلك العناصر عائقًا أمام مُجاراة الزَّمن والتَّحدُّث بلغة العصر والنَّظرة المُنفتحة على العالم، وهو ما يتضح مثلا من خلال اعتماد التَّدريس بالُّلغة الإنجليزيَّة، أو الأخذ بالمناهج والبرامج الأمريكيَّة الدَّوليَّة وتطبيقها في المدارس والجامعات التُّركيَّة التي تمَّ إنشائها وافتتاحها في الخارج، تشجيعًا للأجانب على الالتحاق بها وتماشيًا مع طبيعة السُّوق المتعولِم، وما يتطلَّبه في الخرِّيجين من مُتطلَّباتٍ من حيث التَّدريب والتَّأهيل ونوعيَّة ومستوى المهارات المُكتسبَة،  وبما يضمن لهم الحصول على فرص عملٍ جيِّدةٍ ولائقةٍ.
وهكذا، ليس في الخصوصيَّة التي تُميِّز التَّجرُبة الإسلاميَّة في تركيا، أيُّ افتعالٍ أو تصنُّعٍ أو إدعاءٍ زائفٍ أو اكتفاءٍ بترديد شعارٍ أجوف، بل هي ثقةٌ في النَّفْس وإقرارٍ بحقائق الواقع.
9. من أهم العلامات المُضيئة للحركة كما لمسناها عن قربٍ اهتمامها بالشَّباب، فهم محورٌ للفكر وللعمل المُؤسَّسيِّ، وتكاد التَّجرُبة تستهدفهم هم في المقام الأوَّل والأخير.
فعمليَّة تفريخ الكوادر وتنشئة الأجيال الجديدة ورعايتها وبناء صفٍّ ثانٍ وثالثٍ ورابعٍ تجري على قدمٍ وساقٍ، فنفس الوجوه التي تتبوَّأ مواقعًا قياديَّةً في مُختلف المُؤسَّسات التي زرناها تنتمي لفئاتٍ عُمْريَّةٍ وتُعبِّر عن أجيالٍ مُتعدِّدةٍ.
وتلك فجوةٌ أخرى أحسنت الحركة تجسيرها، بل وظَّفتها كمصدرِ ثَراءٍ ورصيدٍ حقيقيٍّ، وكان في ذلك دليلٌ على أنَّه عندما ينهض المشروع على سواعد الشَّباب ويجعلهم عمودَه الفقريَّ فهو مشروعٌ للمستقبل، ومُرشَّحٌ لأنْ يعيش عمرًا أطول.
10. البشر بؤرة الاهتمام، فثمَّة إدارةٍ وتنميةٍ للموارد البشريَّة تقوم بها الحركة بكفاءةٍ، عن طريق الاعتماد على أهل الخبرة والاختصاص، وليس أهل الثِّقة والولاء، فليست هناك روابطٌ عائليَّةٌ تربط بين هؤلاء الذين قابلناهم من أعمارٍ مُختلفةٍ.. الرَّابطة الوحيدة هي الإيمان بالقضيَّة، والالتفاف حولها، والإصرار على إتمام المُهمَّةِ على أكمل وجهٍ، والكبير يحتضن الصَّغير، وينقل إليه خُلاصة خبرته، وكأنَّه ابنه من صُلْبِه، ويعامله كرجلٍ، والصَّغير يحترم أستاذه ويُطيع توجيهاته، مع تحمُّلٍ واضحٍ للمسئوليَّة.
كما أنَّ الجدارة والاستحقاق هي معايير وأُسُس تولِّي المراكز العليا القيادية، وهنا وجدنا- للمفارقة- تواضعًا وبساطةً ومهنيَّةً رفيعةً لدى رئيس الجامعة ومدير المستشفى، وهي مناصبٌ مرموقةٌ حَرِيَّةٌ بأنْ تخلق نزوعًا للتَّعالي لدى كثيرٍ ممَّن يظنُّها تشريفًا لا تكليفًا)، أضف إلى ذلك، نمط التَّوزيع المُتكافئ والمُتعادل للمسئوليَّات والأدوار بين شتَّى مُستويات الحركة وفروعها المُمتدَّة فكلٌّ مهما صَغُرَ سنَّهُ وبغضِّ النَّظر عن حداثة خبرته، له فرصةٌ ودورٌ ومساهمةٌ ومسئوليَّةٌ.
11. دَوْر رجال الأعمال بالقطاع الخاص في دعم ومُساندة الحركة انطلاقًا من مبدأ التَّكافُل، فكرة المسئوليَّة الاجتماعيَّة التي راجت مُؤخَّرًا في مصر، وتطبيقًا لفلسفة ونهج الوقف الخيريِّ النَّابعة من السِّياق الحضاريِّ المُسلم.
والتَّعامُل مع هذا الدَّور يتَّسم بقدرٍ واضحٍ من التَّصالُح مع جماعة رجال الأعمال الذين يحملون صفةً غايةً في الأهمِّيَّة، وهي تعدُّد الشَّرائح وتدرُّج المستويات؛ حيثُ الكبار والصِّغار تسود بينهم في السوق روح التَّعاوُن والتَّعاضُد والتَّكاتُف، وليس شراسة التَّنافُس.
هذا علاوةٌ على وجود طبقةٍ وسطى عريضةٍ تنتمي إليها هذه الفئة، فهي لا تعتبر نفسها رافدًا نخبويًّا يعتلي قِمَّة السُّلَّم، كما لا زالت تحتفظ بروابطٍ متينةٍ مع خلفيَّاتها الطَّبقيَّة والاجتماعيَّة- سواء أكانت لها أصولٌ فقيرةٌ أو مُتوسِّطةٌ- التي خرجت منها قبل أنْ تُحرِز مشروعاتها الاقتصاديَّة النَّجاح، وتتمكَّن من توسيع تجارتها وفتح أسواقٍ جديدةٍ خارج الحدود التُّركيَّة.
والمعروف أنَّه كُلَّما زاد حجم هذه الطَّبقة ووزنها وأصبحت هي القطاع العريض داخل التَّركيبة الاجتماعيَّة، فهذا مُؤشِّرٌ على تقلُّص الفوارق الطَّبقيَّة وتكافؤٍ في الفُرص وعدالةٍ أو مساواةٍ توزيعيَّةٍ وتقاربٍ في مستويات المعيشة، وكل هذه سماتٌ تُوفِّر سياجَ الحماية وصمَّام الأمان لتماسُك المجتمع واحتفاظه بوحدته، والتَّأكيد على أنَّه ليس عرضةٌ للتَّفتُّت أو التَّفكيك بل قادرٌ على تخفيف أثر عوامل الانقسام الأخرى.
كما أنَّ دورَ رجال الأعمال في التَّبرُّع للحركة وكفالة أبنائها، وخصوصا في التَّعليم، لا يشوبه نفس الحَرَج أو تُحيط به الشُّكوك والتَّشكيك على نحوِ ما يحدث في حالاتٍ أخرى تخلط فيها الأوراق بين ما هو للمجتمع وما هو لأغراض الدَّعاية المظهريَّة والتَّفاخُر وتحسين الصُّورة أو حتى كسب السُّمعة.
12. سياسيًّا، أعطانا الإطلاع على التَّجرُبة فكرةً شاملةً عن مُستوى التَّطوُّر الدِّيمُقراطيِّ للنِّظام السِّياسيِّ التُّركيِّ في ظلِّ ظرفَيْن أحدهما داخلي، هو وصول حزبٍ ذي مرجعيَّةٍ إسلاميَّة للسُّلطة، والآخر خارجيٌّ هو تطوُّر مسار العلاقات التُّركيَّة الأوروبيَّة، وموقف الطَّرفَيْن من انضمام تركيا لعضويَّة الاتحاد الأوروبيِّ، وحول طبيعة العلاقة السَّائدة بين الدَّولة والمُجتمع، وكيف يستقيم الحال للحركة في سياقٍ تسوده العلمانيَّة كقاعدةٍ حاكمةٍ وركنٍ ثابتٍ في السِّياسات التُّركيَّة، وتحميه المُؤسَّسة العسكريَّة عند الُّلزوم، فرغم حرص الدَّولة على العلمانيَّة التي دفعتها أكثر من مرَّةٍ لمطاردة وتعقُّب وسجن أعضاء وقيادات التَّيَّار الإسلاميِّ، ومن بينهم الشيخ فتح الله كولن، ورغم وجود حركاتٍ مُتطرِّفةٍ، مثل حركة "أرجينيكون"، التي كانت تُدبِّر للتَّخلُّص من أنصار هذا النَّهج، فثمَّة حدودٍ دستوريَّةٍ هي موضع احترامٍ ولا يمكن تجاوزها، أو تبرير انتهاك حقوق الإنسان بحُجَّة الدِّفاع عن العلمانيَّة.
13. لا يسع المرء أنْ يفصل بين التَّجرُبة الثَّريَّة التي اطَّلعنا عليها، وبين الدَّور التُّركيِّ الإقليميِّ والدَّوليِّ المُتعاظم والآخذ في احتلال موقع الفاعل الدَّوليِّ الرَّئيسيِّ على الخريطة، وربما أيضًا المُرشَّح بقوَّةٍ لدورِ القائد الإقليميِّ في منطقته، الشَّرق الأوسط.
فميزان القوَّة الدَّوليَّة أحد عوامل هذا التَّرشيح والتَّحرُّك التُّركيِّ السَّريع والنَّشيط إزاء ملفَّاتٍ عديدةٍ، والحرص على إبداء المواقف في أوقات الأزمات الحَرِجَة على غرار ما شهدناه من جهودٍ وما تمَّ إطلاقه من تصريحاتٍ رسميَّةٍ إبَّان الحرب الإسرائيليَّة العدوانيَّة على غزَّة، وموقف رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الشَّهير، والذي تناقلته مواقع الأخبار في الفضائيَّات وعلى الإنترنت، في منتدى دافوس، والدَّوْر التُّركيُّ في تناول ملف الصِّراع العربيِّ- الإسرائيليِّ، ومساعي استئناف المفاوضات والوساطة بين سوريا وإسرائيل.
ثمَّ هناك- أيضًا- دور تركيا في الدِّفاع عن مسلمي الأويجور، وهم من أصلٍ تركيٍّ، وما تعرَّضوا له من اعتداءاتٍ في إقليم شينجيانج الصيني.
وهي كلَّها أمثلةٌ ذات دلالةٍ على سياسةٍ خارجيَّةٍ نشطةٍ، وعلى دورٍ فاعلٍ لتركيا تسعى لممارسته في عالمها الإسلاميِّ ومحيطها الشَّرق أوسطيِّ، ولديها في الدَّاخل تجربةٌ حيَّةٌ وغنيَّةٌ تستطيع استثمارها لتعزيز هذا الدَّوْر وزيادة تفعيله؛ حيث يمكنها تقديم نفسها بأكثر من صفةٍ؛ حيث هي الملتقى والجسر الثَّقافيُّ والحضاريُّ الرَّابط بين حضارتَيْ الجنوب العربيِّ المسلمِ والشَّمال الأوروبيِّ الغربيِّ المسيحيِّ، وهي بهذا مهيأةٌ أكثر من غيرها لتوفير ساحةٍ لحوار الحضارات والأديان والثَّقافات بدلاً من تصادُمها وتصارُعها.
ملاحظاتٌ مستفادةٌ
أول هذه الملاحظات أنَّ تركيا تُعتَبَر بمثابة الرَّمز القائد للعالم الإسلاميِّ؛ حيث هي لديها ميراثٌ تاريخيٌّ منذ عهد الدَّولة العثمانيَّة يُكسبها زخمًا وروابطَ مشتركةٍ لعلَّ منها مثلاً وجود عائلاتٍ ذات أصولٍ تُركيَّةٍ في أغلب بلداننا العربيَّة، كما لها روابطٌ لغويَّةٌ وثقافيَّةٌ مع مُسلمي آسيا الوسطى ومجموعة الدِّول المُستقلَّة حديثًا بعد انهيار وتفكُّك الاتِّحاد السُّوفيتيِّ السَّابق، والخارجة من تحت عباءة الشُّيوعيَّة، ولديها تعطُّشٌ شديدٌ لتعلُّم الدِّين وممارسته.
كما أنَّ تركيا نموذجٌ لنجاح حزبٍ إسلاميِّ المرجعيَّة والجذور في التَّكيُّف مع نظامٍ سياسيٍّ علمانيٍّ والفوز في الانتخابات وتولِّي مقاليد السُّلطة عبر الآليَّة الدِّيمُقراطيَّة، ثُمَّ النَّجاح في إدارة الدَّولة والمجتمع حتى بات يُضرَبُ به المثل لإمكانيَّة القبول بخيار وصول الإسلاميِّين إلى تشكيل الحكومات، ولاسيما إذا كانوا من المُصنَّفين في التَّيَّار المعتدل.
وهذا من شأنه تحييد وتجنُّب خطورة واحتواء تهديد التَّيَّارات الأخرى الرَّاديكاليَّة والمُتشدِّدة ودون أنْ يترتَّب على ذلك الانقضاض على الدِّيمُقراطيَّة أو الانقلاب على الدُّستور أو إجهاض التَّجرُبة الِّليبراليَّة ومُصادرة الحُرِّيَّات، وإيقاف عمليَّة التَّطوُّر الدِّيمُقراطيِّ حسب السِّيناريو الشَّهير الذي أوردته الأدبيَّات السِّياسيَّة تحت عنوان المُعضلة، والتي تبدأ بوصول الإسلاميِّين إلى السُّلطة عبر القنوات الشَّرعيَّة والدِّيمُقراطيَّة ومن خلال الانتخابات الحُرَّة النَّزيهةـ والذي يعقبه حسب هذا السِّيناريو انقلاب هؤلاء على الدِّيمُقراطيَّة وإنهاء التَّجرُبة وتصفية المُعارضة الحزبيَّة بمجرد الاستيلاء على مقاليد الحكم.
حتى الأدبيَّات الغربيَّة بدأت في تغيير تلك النَّبْرة وإبداء قدرٍ من الاهتمام بدراسة التَّجرُبة التُّركيَّة، والبحث في إمكانيَّات تصديرها أو الخروج منها بدروسٍ مستفادةٍ لسائر البلدان الأخرى التي تعرف ظاهرة صعود التَّيَّار الإسلاميِّ على مسرح السِّياسة. 
أمَّا المُهتمُّون بالمجتمع المدنيِّ والعمل الجمعيِّ وأشكال التَّضامن البعيد عن الانتهازيَّة واتِّخاذ العمل العام محطةٍ انتقاليَّةٍ للتَّقرُّب من صُنَّاع القرار والتَّطلُّع لمناصب السُّلطة أو الحصول على مراكزٍ رسميَّةٍ أو حتى السعي وراء بريق الأضواء التي تُسلَّط على المُنخرطين في العمل العام، فلهم في هذه التَّجرُبة نموذجًا يُحتذى من ناحية التَّنظيم والاستقلاليَّة وتدبير التَّمويل وإدارة الحركة ووضع الأجندة وترتيب الأولويَّات وبناء القُدرات وتجديد الدِّماء وخلق الكوادر.
فكلُّ ما زُرناه من مُؤسَّساتٍ يتحدَّث لغةً واحدةً، ويكاد يُكرِّر بلسانٍ واحدٍ في حديثه عباراتٍ بأكملها تُعبر عن وعيٍ بالهدف المتمثِّل في مُحاربة التَّحديات الثَّلاثة الأساسيَّة أمام أي مجتمعٍ بشريٍّ، الفقر والجهل والتَّفرقة)، بشكلٍ يعكس إيمانًا حقيقيًّا بالرِّسالة، وتفانيًا في آدائها.
وأخيرًا، فالسِّياسة كما رأيناها في تلك التَّجرُبة أقرب لمفهوم القيام على الأمر بما يُصلِحُهـ وأبعد ما تكون عن مفهوم ساس ويسوس.
ومع كل ما سبق، فالكمال لله وحده؛ حيث هناك بعض الملاحظات نبديها لكي تكتمل الصُّورة بمختلف زواياها وأركانها التَّفصيليَّة، ونضع عندها علامات للاستفهام، ولكنَّها لا تُقلِّل من قيمة التَّجرُبة التي تُعطي بالفعل دروسًا عظيمةً مستفادةً:
- المُلاحظة الأولى: لمسنا أسلوبًا في الخطاب المُوجه أميل أحيانًا إلى عرض التَّجرُبة مع التَّركيز في العرض فقط على جوانب وأبعاد ومظاهر النَّجاح، مع انتهاج طريقةٍ أقرب إلى "التَّلقين" وترديد القضايا في صيغة حقائقٍ مُطلقةٍ لا مجال للتَّشكيك فيها، كما اتَّسمت ردود الأفعال أحيانًا عند تلقِّي أسئلةٍ أو انتقاداتٍ بحساسيَّةٍ مُفرطةٍ وحماسٍ بالغٍ في الدِّفاع عن كلِّ شيءٍ، بدلاً من "الإقناع" بالحُجَّة والبرهان.
وكذلك، قَبوُل النَّقد وعدم إنكار وجود بعض السَّلبيَّات أو الصُّعوبات أو القيود، فهي من طبائع الأمور، ولا تخلو منها تجربةٌ مهما تعاظمت فهي ليست مُنزَّهةً عن الخطأ بأيِّ حالٍ.
تلك الحساسية، النَّابعة من صدق النَّوايا وإخلاصها وصحَّتها، تدفع أحيانًا للانخراط في استعمال الُّلغة البروتوكوليَّة المُتداوَلَة والشَّائِعة بين الدِّبلوماسيِّين وعلى مستوى الرَّسميِّين، والزَّاخرة بألوان المجاملات، وتجنُّب المُكاشَفة أو المُصارحة، ولكنَّها ليست من وجهة نظري الأصلح لإقامة حوارٍ بنَّاءٍ بين أوساط الأكاديميين، وأيضًا لإدخال تيَّاراتٍ غير مُحبِّذةٍ للتَّوجُه الإسلاميِّ ولديها تخوُّف منه، من بين المُفكِّرين والمُثقَّفين الِّليبراليِّين واليساريِّين، وغيرهم إلى دوائر الحوار.
وأعتقد أنَّ كَسْبَ هؤلاء إلى صفِّ التَّجرُبة يستحق هامشًا أكبر من المرونة وقبول الاختلاف، ليس فقط بين الأديان المختلفة ولكن عبر خطوط انقسام المسلمين بين التَّوجُّهات السِّياسيَّة والفكريَّة المُتباينة، وخصوصا خط الانقسام الإسلاميِّ- العلمانيِّ.
- المُلاحظة الثَّانية: هي عدم توفُّر أغلب الأدبيَّات المُتضمِّنة لفكر الحركة ولإنتاج الأستاذ الشَّيخ عبد الله كولن بالًُّلغة العربَّية، والاكتفاء بترجمتها إلى الُّلغة الإنجليزيَّة، وهو يعكس توجُّهًا لا بأس به لمُخاطبة العالم، ولكنَّه يُلقي بظلالٍ من الشَّكِّ حول مدى الاهتمام بنفس القدر بالتَّوجُّه بالخطاب إلى العرب المسلمين.
- المُلاحظة الثَّالثة: وجود قطاعاتٍ عريضةٍ من الفُقراء والمُهمَّشين والأكثر احتياجًا في المُجتمعات العربيَّة والإسلاميَّة لن تجذبها التَّجرُبة ما لم تنزل إليها، وتهتمُّ بتأسيس مشروعاتٍ للتَّنمية والتَّمكين وتحسين أحوال تلك الطَّبقات المُتدنية، وهي الأغلبيَّة، والتي قد تجد في المدارس التُّركيَّة مثلاً مشروعًا استثماريًّا أجنبيًّا لن تستفيد من خدماته سوى الشَّرائح النُّخبويَّة الأكثر ثراءً والقادرة على سداد مبالغٍ طائلةٍ كمصروفاتٍ سنويَّةٍ مُقابل الالتحاق بتلك المدارس.
- المُلاحظة الرَّابعة: تدور حول تساؤلٍ هامٍّ لم نحصل على إجابةٍ شافيةٍ له أثناء الرِّحلة، برغم ما قدَّمه القائمون على استضافتنا- بكلِّ الكرم والحفاوة وحُسن الضِّيافة- من إجاباتٍ لم تكن مُقنعةٌ بما فيه الكفاية من وجهة نظري، وهو أين دور المرأة وأين موقعها من تلك التَّجرُبة..

0 تعليقات:


تقرأون في العدد الجديد



تركيا.. بين الحنين للأصل والتَّوجُّه غربًا!!...


كانت منطقة الشَّرق الأوسط خلال الفترة القليلة الماضية على موعدٍ مع ظهور لاعبٍ جديدٍ في الُّلعبة السِّياسيَّة الإقليميَّة..


تحالفاتٌ مصريَّةٌ جديدةٌ.. "مايحكومشِ"!!...

ولا نَزَالُ مع قضيَّة السَّاعة على السَّاحة السِّياسيَّة المصريَّة، وهي قضيَّة التَّحالُفات الوطنيَّة في مصر






صناعة الدَّواء في مصر.. صناعةٌ إستراتيجيَّةٌ في قبضة الاحتكارات!!...






تركيا.. الحنين إلى الشَّرق والتَّطلُّع إلى الغرب..
ملف خاص عن تركيا ...






الإخوان المسلمين.. انشقاقاتٌ.. ولكن هل من تأثيراتٍ؟!...
أنشطة المُخابرات الإسرائيليَّة والغربيَّة في السُّودان
رؤيةٌ أمريكيَّةٌ مُغايرةٌ حول المشهد المصري



الوجود العسكريُّ الأمريكيُّ في العالم العربيِّ ومخاطره





جمهوريَّات الموز".. من أمريكا الوسطى إلى الشَّرق الأوسط!!...





القرار ١٨٩١ (٢٠٠٩) الذي اتخذه مجلس الأمن في جلسته المعقودة في ١٣ أكتوبر ٢٠٠٩ بشأن السُّودان...





الصحافة العالمية في الأسبوع

لا عجب في كَوْن حماس ليست خائفةً!!



صورة العدد 8



فريق العمل

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التَّحرير

عبد الجليل الشَّرنوبي

مدير التَّحرير

أحمد التلاوي

المشرف العام

علاء عيَّاد

فريق التَّحرير (بحسب التَّرتيب الأبجدي)

أحمد عبد الفتَّاح

إيمان إسماعيل

الزَّهراء عامر

سامر إسماعيل

شيماء جلال

عبد العظيم الأنصاري

كارم الغرابلي

مراجعة لغويَّة

أحمد محمود

تنفيذ وإخراج

أحمد أبو النَّجا

تصوير

محمد أبو زيد

باحثون ومشاركون من الخارج

مُحمَّد الشَّامي

الموقع الإلكتروني

أحمد عبد الفتاح


لافضل تصفح