عمرو محمود يكتب: وأخيرًا.. جاء القمني!!

كشفت جوائز الدَّولة التي تمنحها وزارة الثَّقافة ممثلةً في المجلس الأعلى للثَّقافة، عن خطورة هيمنة العلمانيِّين والماركسيِّين على المنابر الإعلاميَّة والثَّقافيَّة؛ إذ يُسخِّرونها للمنافع الخاصَّة، ولخدمة أغراض تتصادم مع ثوابت المجتمع ومقدَّساته

وتجسَّدت هذه الخطورة في الاتِّفاق على منح جائزة الدَّولة التَّقديريَّة لكاتبٍ علمانيٍّ يطعن في التَّاريخ النَّبويِّ، ويُشكِّك في الدِّين الإسلاميِّ، الذي هو دين الدَّولة الرَّسميِّ؛ الأمر الذي يعني إهانة لدستور الدَّولة التي يتقاضون منها المرتَّبات والمكافآت والحوافز والجوائز.. إلخ.
وتبيَّن أنَّ الفائز سيِّد القمني لا يحمل درجة الدُّكتوراه التي دأب على أنْ يسبق اسمه بها كُلَّما لاحت له فرصةً في الظُّهور، ليس هذا فقط بل الأدهى أنْ يحمل شهادةً مُزوَّرةً اشتراها من جامعةٍ أمريكيَّةٍ خاصَّةٍ، ثُمَّ سُجِنَ أصحابها بتهمة التَّزوير والنَّصب!!
وبالطَّبع فإنَّ هجوم سيِّد القمني على ثوابت المجتمع ليس جديدًا؛ فقد سبقه كثيرٌ من الأسماء، بدأت في بث أفكار المستشرقين منذ مطالع القرن العشرين الميلاديِّ, وكان في طليعتهم قاسم أمين، الذي بدأ مشروعه ببث أفكارٍ ضد الحجاب، في محاولةٍ تكشف عن مؤامرةٍ لغسيل مخ المرأة المسلمة، وجاء د. طه حسين سنة 1926م ليطعن من خلال أحد كتبه في ثوابت الإسلام، متذرِّعًا في مزاعمه بالبحث العلميِّ ونظرية الشَّك عند ديكارت.
ثم ظهرت دعوة عبد العزيز باشا فهمي في الثَّلاثينيَّات من القرن الماضي، لكتابة الُّلغة العربيَّة بحروفٍ أجنبيَّةٍ، وسانده فيها أيضًا طه حسين، ثم تقدم محمد أحمد خلف الله لتسجيل بحثه لنيل درجة الدُّكتوراه من جامعة القاهرة في موضوع يذهب فيه إلى أنَّ القصص القرآنيِّ مجرَّد رمزٍ، وليس حقائق شهدها التَّاريخ (وللأسف تصدَّى للإشراف عليها شيخ أزهري هو أمين الخولي).
ثم جاءت "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ، لتثير الجماهير التي شعرت أنَّ ثوابتها عرضةٌ للمساس بها، وبعد ذلك انسالت أفكار المستشرقين بأقلام فرج فودة وسعيد العشماوي ونصر أبو زيد، ثم أخيرًا جاء القمني ليحصد مكافأةً مُجزيةًن مقابل إساءته لثوابت المجتمع المسلم.
وشاء القدر أنْ يعترف بكذبه وتدليسه وتزويره؛ الأمر الذي لا يجعلنا نبذل جهدًا في كشف حقيقته، خاصَّة أنَّ دار الإفتاء المصريَّة، ردَّت بحسمٍ على فوز القمني بإحدى جوائز الدَّولة، وأكَّدت أنَّ فكر القمني يستحق التَّجريم لا التَّكريم.
نخلُص ممَّا سبق إلى أنَّ كلَّ فكرةٍ وافدةٍ ضد ثوابت الإسلام ستجد حتمًا من يردها؛ فعندما ظهر كتاب قاسم أمين لتحرير المرأة، ردَّ عليه طلعت حرب بكتابٍ أيضًا فنَّد فيه مزاعم قاسم أمين، وكشف حقيقة أفكاره، وكذلك طه حسين أعلن أحد تلاميذه (العلامة محمود شاكر فيما بعد) فساد أفكار أستاذه طه حسين، وأنَّها منقولةٌ من المستشرق مرجليوث، رافضًا أفكاره وداعيًا شيخ البلاغة والأدب مصطفى صادق الرَّافعي للتصدي لمزاعم طه حسين.
كما رفضت جامعة القاهرة تسجيل بحث محمد أحمد خلف الذي يطعن في قصص القرآن الكريم، واليوم دار الإفتاء تقف بكل قوَّةٍ لترد على أفكار القمني، وسيظل هذا الصِّراع مستمرًا بين الحقِّ والباطل...
صحفي مصري
القاهرة في 31 أغسطس 2009م

0 تعليقات:


تقرأون في العدد الجديد



تركيا.. بين الحنين للأصل والتَّوجُّه غربًا!!...


كانت منطقة الشَّرق الأوسط خلال الفترة القليلة الماضية على موعدٍ مع ظهور لاعبٍ جديدٍ في الُّلعبة السِّياسيَّة الإقليميَّة..


تحالفاتٌ مصريَّةٌ جديدةٌ.. "مايحكومشِ"!!...

ولا نَزَالُ مع قضيَّة السَّاعة على السَّاحة السِّياسيَّة المصريَّة، وهي قضيَّة التَّحالُفات الوطنيَّة في مصر






صناعة الدَّواء في مصر.. صناعةٌ إستراتيجيَّةٌ في قبضة الاحتكارات!!...






تركيا.. الحنين إلى الشَّرق والتَّطلُّع إلى الغرب..
ملف خاص عن تركيا ...






الإخوان المسلمين.. انشقاقاتٌ.. ولكن هل من تأثيراتٍ؟!...
أنشطة المُخابرات الإسرائيليَّة والغربيَّة في السُّودان
رؤيةٌ أمريكيَّةٌ مُغايرةٌ حول المشهد المصري



الوجود العسكريُّ الأمريكيُّ في العالم العربيِّ ومخاطره





جمهوريَّات الموز".. من أمريكا الوسطى إلى الشَّرق الأوسط!!...





القرار ١٨٩١ (٢٠٠٩) الذي اتخذه مجلس الأمن في جلسته المعقودة في ١٣ أكتوبر ٢٠٠٩ بشأن السُّودان...





الصحافة العالمية في الأسبوع

لا عجب في كَوْن حماس ليست خائفةً!!



صورة العدد 8



فريق العمل

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التَّحرير

عبد الجليل الشَّرنوبي

مدير التَّحرير

أحمد التلاوي

المشرف العام

علاء عيَّاد

فريق التَّحرير (بحسب التَّرتيب الأبجدي)

أحمد عبد الفتَّاح

إيمان إسماعيل

الزَّهراء عامر

سامر إسماعيل

شيماء جلال

عبد العظيم الأنصاري

كارم الغرابلي

مراجعة لغويَّة

أحمد محمود

تنفيذ وإخراج

أحمد أبو النَّجا

تصوير

محمد أبو زيد

باحثون ومشاركون من الخارج

مُحمَّد الشَّامي

الموقع الإلكتروني

أحمد عبد الفتاح


لافضل تصفح